جمعية الشباب الأخضر” في سيدي إفني… صفعة في وجه تجّار التفاهة.

بقلم/ عمر بنعليات.
في الوقت الذي تتسابق فيه بعض الأسماء على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرصفة مقاهي المدينة لفرض أنفسها على الرأي العام عبر بثّ محتوى فارغ، خالٍ من أي قيمة ثقافية أو فنية أو تربوية، وفي الوقت الذي تُصرف فيه الطاقات لتلميع الرداءة وتطبيع الانحلال، يظهر في سيدي إفني نموذج مختلف تمامًا… نموذج يقول بالفعل لا بالقول: هكذا نصنع الوعي، وهكذا تُبنى الأجيال.

هؤلاء الذين يطلّون علينا من خلف الشاشات يبيعون الوهم، ويصنعون فقاعات إعلامية لا تعيش إلا بقدر ما تضخ فيها من جدل وضجيج. نماذج لا علاقة لها بالثقافة، ولا بالعمل الجمعوي، ولا بالسياسة النظيفة، ولا حتى بالفن الحقيقي، لكنها تُفرض علينا كقدوة، وكأن النجاح صار يُقاس بعدد المشاهدات لا بعدد العقول التي تمت تنويرها.

لكن على الضفة الأخرى، في شاطئ كاسابانيا بسيدي إفني، كانت هناك حركة صامتة، لكنها أقوى من كل الضجيج… جمعية “الشباب الأخضر للتنمية” بقيادة الشابة إكرام بن إدريس، التي لم تكتفِ بالكلام عن القيم والمواطنة، بل جسّدتها على الأرض من خلال النسخة الثانية من مهرجان الطفل والشاطئ (5 – 17 غشت 2025)، بشراكة مع جماعة سيدي إفني.

هنا لا مجال للفراغ:

ورشات رسم، إعادة تدوير، وأعمال يدوية تزرع في الأطفال حب البيئة والإبداع.
مخيمات تدريبية للغرس والتشجير، ومسابقات بيئية، وقمم للأطفال من أجل المناخ.

انشطة للشباب لابتكار حلول بيئية، وتحديات لغرس السلوكيات الإيجابية في الأجيال الصاعدة.
هذا هو العمل الذي يستحق الأضواء: عمل يترك أثرًا في العقول قبل الصور، ويُخرّج مواطنين حقيقيين بدل متابعين عابرين.

الفرق صارخ وبين، هناك من يزرع القيم في الميدان، وهناك من يزرع التفاهة في العقول. هناك من يبني المستقبل، وهناك من يحرق الحاضر.

سيدي إفني بهذا النموذج قالت كلمتها: لسنا مضطرين لابتلاع ما يُفرض علينا من محتوى فارغ، فلدينا من يصنع محتوى حيًا، نبيلًا، وملهمًا… على الشاطئ، بين الأطفال، وفي قلب المجتمع.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد