اختتمت يومه الأحد المنصرم 15 رمضان المبارك 1443هـ الموافق ل 17 أبريل الجاري 2022 م برحاب المدرسة العلمية العتيقة أكجكال اصبويا سيدي إفني الدورة الرابعة من المسابقة الكبرى في حفظ وتجويد القرآن الكريم بين المدارس العلمية العتيقة بإقليم سيدي إفني، هذه المبادرة النوعية والرائدة جهويا ووطنيا بدأ يسطع بريقها في تراب المملكة الشريفة ، وخصوصا أن منطقة آيت بعمران معروفة ومشهود لها تاريخيا بحفظ وترتيل القرآن الكريم على الطريقة المغربية برواية ورش عن نافع، المسابقة المذكورة نظمتها جمعية تيفاوين لكفالة اليتيم ميراللفت وجمعية المدرسة العلمية العتيقة أكجكال اصبويا سيدي إفني تحت شعار” قرآن يُتلى لجيل يتدبَّرُ ليرقى” بتنسيق وتعاون مع المجلس العلمي المحلي ومندوبية الشؤون الإسلامية والوحدة الإدارية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينين بسيدي إفني، حطت رحالها هذه الدورة الرابعة بالمدرسة العتيقة أكجكال بتراب جماعة اصبويا سيدي إفني،
واسم أكجكال بالكاف الثقيلة هي كلمة أمازيغية متداولة بشكل كبير بين معظم القبائل الأمازيغية وهو اسم يُطلق على المكان.. ويُقصد به المكان المقعر على الحجر وتجتمع فيه مياه المطر وترجمتها بالأمازيغية ” إميك نتكظيت لي تيلين غوزور ليغاتمون وامان أونزار” ،كما تفيد بعض التأويلات أن مدلول هذه الكلمة يطلق على الأماكن العالية التي يتصبب منها الماء كالشلالات ومعناها بالأمازيغية ” جكوكلن وامان” كما تطلق الكلمة أيضا على كل ماهو معلق ويقابله في الأمازيغية ” يوكل أو إجكوكل” .
تعتبر مدرسة سيدي مبارك أكجكال للتعليم العلمي العتيق من المدارس التي ذاع صيتها مؤخرا ويعود تاريخها إلى أربعمئة سنة خلت، وتقع على تلة جبلية وسط قبيلة اصبويا المعروفة قديما ب ” هصباوة” التابعة لقبائل آيت بعمران والممتدة على نهاية جبال الأطلس الصغير جنوبا على مستوى مرتفع جنوب إقليم سيدي إفني التابعة له ترابيا، تبعد المدرسة العلمية العتيقة أكجكال عن سيدي إفني وكلميم بقرابة 30 كيلومترا ، تتميز بمناخ يجمع بين رطوبة البحر ودفء الصحراء،ومما يُستأنس به في هذا المقام ، ماذكره مؤرخ سوس العالمة العلامة سيدي المختار السوسي رحمه الله في المعسول، حيث ذكر الولي الصالح الذي تنتمي إليه المدرسة والمسماة باسمه وهو ” سيدي مبارك أكجكال” المدفون جوار المدرسة، حيث ذكر المختار السوسي في كتابه المعسول الجزء الرابع والد سيدي مبارك أكجكال وقال فيه” عبد الواحد بن الحسين بن إسماعيل من رجراجة، وهو شارح المدونة ، دُفن ب ” أسرير” بواد نون ، وقد خلف ولده مبارك المدفون في اصبويا في موضع أكجكال ببعمرانة ” ، وقد عرفت المدرسة في عهد المستعمر الإسباني بعد 1934 ركودا وحصارا باعتبارها ملاذا للمقاومين الباعمرانيين ، ونظرا لموقعها الاستراتيجي بنى الإسبان عليها مركزا أطلق عليه اسم ” لابيسطو” لتلقين طلبة المدرسة العلمية العتيقة أكجكال اللغة والثقافة الإسبانيتين ، لكن مخططهم لم ينجح ، وبعد الركود الطاغي على كل جوانب رسالتها العلمية لأزيد من ثلث قرن ، قيّض الله لها رجلا محسنا بارا من خريجيها ومن أبناء المنطقة البررة هو الحاج عمر بن براهيم بن ابريكات صبيو ، الذي أخذ على عاتقه إعادة إحياء المدرسة العلمية العتيقة أكجكال فجددها وأعاد إحياءها من جديد فسطع بريقها في المنطقة وفي الجهات الجنوبية الثلاث وفي سائر المعمور ، حيث أصبحت تستقبل اليوم بعد التحاقها بنظام التعليم العتيق التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قرابة 200 طالب علم ضمنهم أجانب من دول إفريقيا ( السنغال ، غينيا بيساو وغينيا كوناكري وغيرها….) المصدر عن كتيب مدرسة أكجكال للتعليم العتيق بين الأمس واليوم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جماعة اصبويا سيدي إفني بتصرف .
هذا وقد عرفت هذه الدورة الرابعة مشاركة 15 مدرسة علمية عتيقة تابعة ترابيا لإقليم سيدي إفني، وهي ( مدرسة سيدي زكري بأملو، مدرسة تنكرفا بتنكرفا، مدارس بوكرفا، سيدي بوبراهيم إسك و سيدي حساين أيت بوبكر وكُتَّاب أنامر بتيوغزة،مدرسة تادارت بإمي نفاست، ولأول مرة مدارس سيدي محمد بن علي المجاطي مومتول، سيدي امحمد أوويدير، سيدي المستور بجماعة إبضر، مدارس أكجكال، الزلاكيم و ثلاثاء اصبويا بجماعة اصبويا، مدرستي سيدي محند بن داود والمسجد الكبير بجماعة مستي)
استمرت إقصائياتها النهائية منذ الساعة الحادية عشرة صباحا إلى حدود الساعة السادسة مساء في جو تنافسي متميز وتحكيم مُحكم ونزيه من لجنة تحكيم مكونة من ستة حكام يتقدمهم عبد الله مصدق نائب رئيس المجلس العلمي المحلي وهو رئيس اللجنة والدكتور الحسن معتوق،الحسن أزوكاي ، إبراهيم إد احمد، أحمد تاولي ويوسف ميدان وكلهم مرشدون وأئمة، هذا واختتمت المسابقة بتنظيم حفل ختامي بهيج، افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الفائز بالجائزة الكبرى ، تلتها كلمة رئيس جمعية تيفاوين لكفالة اليتيم ميراللفت سيدي إفني مولاي محمد الواصفي و التي تطرق فيها إلى الدور الكبير الذي تقوم به جمعيته في خدمة القرآن الكريم وأهله مبرزا أن الهدف من هذه المسابقة هو تشجيع روح التنافس ، والحرص على التفوق في الحفظ والتجويد بين طلبة المدارس العلمية العتيقة بإقليم سيدي إفني ليصبحوا من خيرة الناس ولينالوا اعلى المراتب مصداقا لقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القران وعلمه) شاكرا السلطة الإقليمية و السلطات المحلية والمجلس العلمي المحلي ومندوبية الشؤون الإسلامية والوحدة الإدارية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينين بسيدي إفني ورئيس وأعضاء جمعية المدرسة العتيقة أكجكال اصبويا ورؤساء المجالس الجماعية الترابية لكل من جماعات اصبويا، إثنين أملو، تيوغزة وإبضر وكل من ساهم من قريب او بعيد في إنجاح هذه المائدة الربانية ماديا ومعنويا من محسنين وأعضاء ومنخرطي ومحبي جمعيتي تيفاوين لكفالة اليتيم ميراللفت سيدي إفني و جمعية المدرسة العلمية العتيقة أكجكال اصبويا سيدي إفني ، ضاربا موعد الدورة الخامسة للمسابقة الكبرى في حفظ وتجويد القرآن الكريم بين المدارس العلمية العتيقة بإقليم سيدي إفني إن شاء الله بإحدى مدارس جماعة إبضر، تلته كلمة رئيس المجلس العلمي المحلي بالنيابة الأستاذ عبد الله مصدق والذي أثنى على هذه المبادرة النوعية والرائدة محليا وجهويا ووطنيا ، شاكرا الجهات المنظمة متمنيا التوفيق والسداد للجميع، تلتها كلمة لمندوب الشؤون الإسلامية بسيدي إفني تلاها عضو بلجنة التحكيم والذي عبر فيها عن اعتزازه بوجود مجموعة من المدارس العلمية العتيقة بالنفوذ الترابي للمندوبية، معرجا على دور المندوبية في تعليم طلبة المدارس العلمية العتيقة قواعد اللغة العربية لتعلم العلوم الشرعية بتعاون مع كل المتدخلين المباشرين وغير المباشرين في التأطير الديني، مؤكدا على أن مدرسة أكجكال للتعليم العتيق عرفت تطورا كبيرا بفضل الأيادي البيضاء النقية والتقية والتواقة لخدمة القرآن الكريم وحملته، وأنها تنظم تظاهرات دينية مهمة مما يقوي مكانتها بالإقليم، شاكرا في الأخير إلى من فكر وقدر في تنظيم المسابقة الكبرى في حفظ وتجويد القرآن الكريم جمعيتي تيفاوين لكفالة اليتيم ميراللفت سيدي إفني و جمعية المدرسة العلمية العتيقة أكجكال اصبويا ورئيس المجلس العلمي المحلي بسيدي إفني وكل الأطر الإدارية و التربوية بمدرسة أكجكال ، تلتها كلمة عضو لجنة التحكيم الدكتور حسن معتوق والذي عبر عن سعادته الكبيرة في هذا الفضاء الرحب وبهذا الحفل القرآني الكريم ، مثنيا على مجهودات رئيس وأعضاء ومنخرطي ومحبي جمعية تيفاوين لكفالة اليتيم منذ تأسيس الفكرة إلى البحث عن هؤلاء النجوم من طلبة العلم العتيق ، وهذه حسنة من حسنات هذه الجمعية ، شاكرا رئيس جمعية المدرسة العتيقة أكجكال اصبويا رئيسا وأطرا إدارية وتربوبة وفقهاء ومديري المدارس العلمية العتيقة ناصحا الطلبة بحب القرآن الكريم وتعاهده ، احفظ القرآن الكريم يحفظك ، هذا و أعلنت لجنة التحكيم عن النتائج النهائية ، حيث حصل يوسف بن الأسد من مدرسة سيدي محمد بن علي المجاطي مومتول جماعة وقيادة إبضر على الجائزة الكبرى في صنف 60 حزبا حفظا وتجويدا والمتمثلة في ظرف مالي و وتفسير القرطبي وتذكار Trophée وشهادة تقدير للمحتفى به وفقيهه ومدرسته العلمية العتيقة ، في حين حصل أيوب الزروالي عن مدرسة تنكرفا بجماعة تنكرفا على الرتبة الثانية من نفس الصنف، واحتل المرتبة الثالثة محمد الداغوس عن مدرسة بوكرفا بجماعة تيوغزة ، في حين تربع على الرتبة الرابعة الصديق أيت لحسن عن مدرسة أكجكال للتعليم العتيق بجماعة اصبويا، أما في صنف 30 حزبا حفظا وتجويدا ، فتُوج بالمرتبة الأولى الطالب المختار نظير عن المدرسة العتيقة سيدي محمد بن علي المجاطي مومتول جماعة وقيادة إبضر ، وحصل على المركز الثاني محمد أيت علي عن مدرسة ثلاثاء اصبويا بجماعة اصبويا، بينما حصل عبد الرحيم حافي على الرتبة الثالثة وهو ابن مدرسة سيدي محند بن داود بجماعة مستي، وبخصوص صنف اليتامى ، فقد فاز بالرتبة الأولى طالب العلم حمزة خماش عن المدرسة العتيقة سيدي محند بن داود بجماعة مستي، وحصل على المركز الثاني والثالث على التوالي كل من أشرف الزكراوي ومحمد بونير عن المدرسة العلمية العتيقة سيدي زكري أيت ايوب جماعة إثنين أملو ، كما تسلم عمر أرباع حفيد الطاهرة المطهرة الخادمة لكتاب الله تعالى وحملته وأهله الحاجة المحسنة مينتو لخضر تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته تذكارا لتكريم روحها الطاهرة ، واختتم الحفل القرآني الكريم بالدعاء الصالح للخادم الأول للقرآن الكريم وحملته وأهله أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه وسدد خطاه
لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..