احتضنت ثانوية التميــــــز التقنية وفندق حمزة بمدينة كلميم يومي الجمعة 16 فبراير 2024 والسبت 17 فبراير 2024 أشغال المنتدى الجهوي للصناعات الثقافية بجهة كلميم واد نون، الذي نظمته جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة وبتعاون مع الـمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بكـلميم والـمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة كلميم واد نون؛ تحت شعار: ” التراث الفني والمعماري بجهة كلميم واد نون : مؤهلات وفرص واعدة للتنمية”.

اليوم الأول خصص لتنظيم ورشتين تكوينيتين لفائدة تلميذات وتلاميذ ثانوية التميز التقنية ؛ الأولـى تمحورت حول: “آليات إدماج التراث الفني والمعماري في التعليم الـمـدرسي”؛ أشرف على تأطيرها الأستاذ الحسن تيكبدار؛ والثانية خصصت لمعرفة : “آليات تدبير وتثمين وتسويق التراث الثقافـي الفني والمعماري بمنطقة وادنون خدمة للأهداف التنموية “. أطرها الأستاذ رشيد صديق.

خلال اليوم الثاني من أشغال المنتدى، التأم ثلة من الباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث، بقاعة المحاضرات بفندق حمزة بݣلميم في إطار ندوة جهوية حول موضوع “التراث الفني والمعماري بجهة كلميم وادنون: مؤهلات وفرص واعدة للتنمية”، سلطوا خلالها الضوء على المؤهلات التراثية والثقافية بجهة كلميم وادنون وما تزخر به من مظاهر فنية ومعمارية أصيلة. وتهدف هذه الندوة إلى إبراز مؤهلات التراث الثقافي بجهة كلميم وادنون وخاصة ما يتعلق بالفنون والمعمار وبحث سبل تثمينها وجعلها رافعة للتنمية المستدامة.

وفي كلمته بالمناسبة أكد رئيس جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة، خلال افتتاح أشغال الندوة الجهوية أن جهة كلميم وادنون تزخر بتراث ثقافي مادي ولا مادي غني ومتنوع وأن الفنون والمعمار تشكل جزءا مهما من هذا التراث الثقافي، داعيا إلى تثمينه واستثماره كرافعة للنهوض بتنمية الجهة والترويج لها ثقافيا وسياحيا.

من جهته، أبرز أحمد أوموس، الأستاذ الباحث في الآثار والتراث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، أن هذه الندوة هي مناسبة لرصد وتشخيص المؤهلات التراثية والثقافية التي يزخر بها حوض وادنون، وبحث سبل استثمارها وذلك عبر رد الاعتبار للموروث الثقافي والمؤهلات الثقافية وجعلها رافعة للتنمية المستدامة. وتوقف الباحث عند المشاهد العمرانية التي تزخر بها الجهة ومنها مشهد الواحات التي تشكل منظومة متكاملة تجمع بين المكونين الثقافي والطبيعي فهي تضم استغلاليات زراعية ومظاهر عمرانية وبيئية، ثم المشهد الجبلي من مخازن جماعية أثرية “إيغودار” ونقوش صخرية، بالإضافة إلى المشهد الساحلي (صيد بحري تقليدي، أنشطة رعوية ..).

وأكد أن عملية تشخيص هذه المشاهد العمرانية تمكن من رصد قيمها المختلفة سواء العلمية والتاريخية أو الاقتصادية والبيئية أو التربوية والاجتماعية، مشيرا إلى أن جهة كلميم وادنون تتوفر على تراث ثقافي بشقيه المادي واللامادي قابل للتثمين وإعادة الاعتبار إليه ومن شأنه أن يساهم في التنمية المجالية والبشرية شكل عام.

من جانبه، تطرق الباحث في التاريخ والتراث رشيد صديق، في مداخلة حول “العمارة الواحية بوادنون وسبل تحقيق التنمية المستدامة”، إلى المكونات الأساسية للعمارة الواحية والمتمثلة أساسا في القصور والقصبات والمخازن الجماعية، مشيرا أيضا إلى عوامل نشأة وظهور هذه المؤهلات المعمارية (طبيعية، اجتماعية ..). كما توقف عند السبل الكفيلة بحماية وتثمين التراث المعماري بحوض وادنون ورد الاعتبار إليه عبر التأهيل والترميم والحماية القانونية.

أما الأستاذ محمد لزهر، الباحث في الآثار والتراث بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بأيت ملول، فأبرز في مداخلة بعنوان “التراث الثقافي في خدمة التنمية، تجربة جهة فاس – مكناس نموذجا”، أهمية تسجيل المواقع الأثرية في قائمة التراث اللامادي للإنسانية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، مشيرا إلى أن مجموعة من المواقع بجهة فاس- مكناس تم تسجيلها في قائمة (اليونيسكو) منها بالخصوص، مدينة وليلي، بالإضافة إلى موسم “حب الملوك” بمدينة صفرو. وأشار الباحث إلى أن جهة كلميم-وادنون تزخر بمواقع أثرية مهمة يتعين العمل على تسجيلها في قائمة التراث اللامادي للإنسانية لليونيسكو: كالنقوش الصخرية والمخازن الجماعية، داعيا إلى الاهتمام بتطوير البحث العلمي بالجهة قصد ضمان إشعاع لتراثها الفني والمعماري، وكذا خلق مؤسسات من متاحف ومراكز تهتم بالتراث وتثمينه قصد التعريف بالمؤهلات الثقافية للجهة.

بدوره، تناول الدكتور أحمد بومزكو، الباحث في التاريخ والتراث، فن “أحواش” بأيت باعمران بإقليم سيدي إفني، مبرزا الأهمية التراثية لهذا الفن كمكون تراثي لامادي وتعبير فني جماعي، مشددا على أهمية تثمينه والنهوض به.
وعلى هامش الندوة الجهوية تم تكريم كل من الأستاذ يحيى الوزكاني و الأستاذ رشيد نجيب تقديرا لجهودهم وانخراطهم الدائم في جميع المبادرات الثقافية والتربوية والاجتماعية التي تنظمها الجمعية.
كما تم تقديم وتوقيع كتاب جماعي حول : واحة إفران الأطلس الصغير وأحوازها : المجال والتاريخ والتنمية وهو من منشورات جمعية سيدي داود للتنمية والتعاون.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة الجهوية عرفت حضورا وازنا لمجموعة من المهتمين والباحثين والفعاليات الجمعوية والتربوية والسياسية والنقابية وعرفت تغطية إعلامية واسعة من قناة العيون الجعوية ووكالة لاماپ ومجموعة من المواقع الإلكترونية الجهوية.




