في خطوة اعتُبرت مفصلية في مسار إنقاذ المقاولات الصحفية بالأقاليم الجنوبية، عقد اتحاد المقاولات الصحفية بجهات الصحراء الثلاث يوم الاثنين 28 أبريل 2025، لقاءً مع مسؤولي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بشقيه المركزي والجهوي، تحت إشراف مباشر من المدير العام للصندوق.
وجاء هذا الاجتماع، الذي احتضنه إقليم طانطان، في إطار سياسة التواصل المباشر التي ينهجها المدير العام مع مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم المقاولات الصغرى ذات الطابع الصحفي، نظراً لدورها الاستراتيجي في النسيجين الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة.
ووفق بلاغ صادر عن الاتحاد، فقد شكل اللقاء مناسبة لطرح الإشكاليات الحقيقية التي تواجه المقاولات الإعلامية، وتقديم شروحات من مسؤولي الضمان الاجتماعي بخصوص المساطر والحلول المتاحة لتفادي الإفلاس وضمان إعادة الإنعاش. وقد عبّر الاتحاد عن ارتياحه الكبير لنتائج اللقاء الأولي، مثمناً في الوقت ذاته المجهودات المتواصلة التي تبذلها النائبة البرلمانية الباتول أبلاضي في الدفاع عن الملفات الاجتماعية بجهة كلميم وادنون، بانتظام وضمير ترابي يعكس انتماءها لقضايا المواطن والوطن.
وعلى خلفية سلسلة اللقاءات السابقة مع الوزارة الوصية والخبراء، والزيارات التي نظمتها جمعية جهات المغرب، وقف الاتحاد على اختلالات عميقة في اتفاقية التسويق الترابي التي صادق عليها مجلس جهة كلميم وادنون، معتبراً أنها غير قابلة للتنزيل وتهدر الزمن التنموي والصحفي، وتكرّس حالة التهرب من المسؤولية من قبل رئيسة المجلس الجهوي. وأكد الاتحاد على ضرورة تصحيح هذا الوضع بشكل فوري، محذراً من خطورة ترك الأمور رهينة بمساطر مركزية معقدة لا تواكب احتياجات الإعلام المحلي، خاصة في ظل دعم هزيل لا يرقى لحجم التحديات.
وبمناسبة عيد العمال العالمي، أكد الاتحاد أن الصحافيين ليسوا أدوات دعائية عابرة، بل جزء أصيل من الطبقة العاملة والكادحة، مشدداً على أهمية صيانة حقوقهم الاجتماعية والمهنية. وفي هذا السياق، دعا الاتحاد مؤسسة ولاية جهة كلميم وادنون إلى الإشراف على تنظيم وتثمين مهنة الصحافة داخل تراب الأقاليم، مطالباً رئيسة الجهة بالوفاء بوعودها الموثقة تجاه الجسم الصحفي. كما وجه نداءً إلى المجالس الإقليمية والجماعية والغرف المهنية من أجل عقد شراكات مع المؤسسات الإعلامية في أفق الارتقاء بالإعلام الجهوي والمساهمة القانونية في التسويق الترابي.
ودعا الاتحاد كذلك الجهات المنظمة لمهرجانات أسا الزاك وسيدي إفني، وموسمي الجمل وطانطان، إلى التعاقد مع المؤسسات الصحفية المحلية، التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، بدل الاستعانة بجهات خارجية لا تربطها علاقة بالجهة. كما حمّل الوحدات الصناعية بالمنطقة، على غرار مجموعة “الدرهم هولدينغ”، مسؤوليتها الاجتماعية، مطالباً إياها بتوفير الإعلانات والدعم للإعلام المحلي.
وفي ختام بلاغه، عبر الاتحاد عن فخره بالروح النضالية التي أبان عنها الجسم الصحفي، خاصة في مواجهة الشيكات الكيدية والملفات المفبركة، والمقاطعة الجماعية للأنشطة المشبوهة، داعياً إلى مواصلة مقاومة كل أشكال الاحتكار والمضاربة التي تهدد حقوق العاملين في القطاع الإعلامي. وأعلن الاتحاد عزمه على خوض أشكال احتجاجية راقية، ومقاطعة عدد من المهرجانات، وفرض وقفات نضالية داخل بعض مقرات المجالس، دفاعاً عن كرامة الصحافي وحقه في حماية اجتماعية وعدالة إعلامية وتنمية جهوية حقيقية.