قبيلة الشيخ ماء العينين تحيي الذكرى 54 لموسم الشيخة حانا بنت الشيخ ماء العينين بجماعة أيت الرخا.

متابعة: مصطفى اغلاسن – إفني نيوز.

في أجواء روحانية سامية، احتضن مركز جماعة أيت الرخا بإقليم سيدي إفني، نهاية الأسبوع، فعاليات الذكرى الرابعة والخمسين لموسم العالمة الربانية والولية الصالحة الشيخة حانا بنت الشيخ ماء العينين، المشهورة في الذاكرة الشعبية باسم “يحانيدو”، وذلك بتنظيم من قبيلة الشيخ ماء العينين، التي دأبت على إحياء هذا الموعد السنوي، تخليدا لإرث علمي وروحي عريق.

وتقاطر على منطقة أيت الرخا عدد كبير من الزوار من مختلف جهات المملكة ومن خارجها، يتقدمهم وفد من الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، في مشهد يجسد عمق الروابط الروحية والتاريخية والثقافية التي تجمع بين قبيلة الشيخ ماء العينين على ضفتي الحدود المغربية الموريتانية.

وفي تصريح خص به جريدة إفني نيوز، أكد الحاج عثمان ماء العينين أن “إحياء هذه الذكرى هو تجديد لعهد الوفاء والعرفان تجاه رموزنا الروحية والعلمية، وعلى رأسهم الشيخة حانا رحمها الله، كما أنه مناسبة مباركة لصلة الرحم ولم شمل أبناء قبيلة الشيخ ماء العينين داخل المغرب وخارجه، ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر والامتنان لقبيلة أيت الرخا التي احتضنت هذه الأسرة الشريفة منذ سنة 1917 بكل كرم ومحبة”.

من جانبه عبر عبد القادر محمد، من الشقيقة موريتانيا، عن إعجابه الكبير بالتنظيم وحفاوة الاستقبال، مشيرا إلى أن “هذه أول مرة أشارك في الموسم رغم زياراتي السابقة للزاوية، وقد سرني كثيرا ما لمسته من روح أخوة وأصالة وحرص على الحفاظ على التراث المشترك الذي نعتز به كثيرا في موريتانيا، كما لا يمكن أن نغفل فضل قبيلة أيت الرخا التي آوت الشيخ النعمة في ظروف صعبة، ووفرت لهذه الزاوية المباركة مكانا آمنا يحفظ رمزية الذاكرة”.

وقد تضمن برنامج الموسم فقرات دينية وتربوية متنوعة، شملت تلاوات عطرة من القرآن الكريم، وأمداحا نبوية، ودروسا توجيهية ومداخلات توقفت عند محطات مضيئة من سيرة الشيخة التقية حانا بنت الشيخ ماء العينين، فضلا عن فقرة لتكريم عدد من التلاميذ والتلميذات المتفوقين دراسيا من أبناء المنطقة، من خلال توزيع جوائز وتذكارات تشجيعية.

واُختتم الحفل برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والدعاء له بالنصر والتمكين، ولولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ولشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

ويعد هذا الموسم مناسبة سنوية متجددة تسعى من خلالها قبيلة الشيخ ماء العينين إلى استحضار القيم الروحية والتاريخية لرموزها، وتعزيز روابط التواصل بين الأجيال، ومد جسور المحبة والتآزر بين الأشقاء في المغرب وموريتانيا.