تيفلوين: إعادة اكتشاف المدينة العتيقة لتيزنيت. بقلم : يونس اعناجي

في قلب مدينة تيزنيت، تفتح أبواب التاريخ من جديد مع احتفالية “تيفلوين”، التي تقام بمناسبة رأس السنة الأمازيغية. إنها ليست مجرد احتفالية عادية؛ بل هي رحلة استثنائية تسافر بك عبر أزقة المدينة العتيقة، لتكتشف تيزنيت بروحها الأصيلة وتراثها العريق، حيث تتحول المدينة إلى لوحة حية نابضة بالتاريخ والحضارة.

احتفالية “تيفلوين” هي انعكاس لذاكرة تيزنيت الحية، تأخذك في مسار ساحر ينطلق من “گر لمداين” مرورا بساحة الجامع الكبير والعين أقديم، وصولًا إلى باب تارگا وتارگا نفسها. هنا، كل ركن يروي حكاية، وكل حجر ينبض بروح الأجيال التي عاشت هنا.

عبر مسار الاحتفالية، تتحول المدينة إلى فضاء إبداعي يعكس تراثها الأصيل بحلة جديدة. ممرتها وأزقتها تتحول إلى معرض مفتوح، تتلاقى الفنون البصرية مع إيقاعات الموسيقى الأمازيغية، وتُعرض الحرف اليدوية التي تحمل هوية السكان المحليين. “تيفلوين” ليست فقط مكانا للتجول، بل هي تجربة تفاعلية تعيدك إلى تفاصيل الحياة اليومية التي تجمع بين الماضي والحاضر.

لا تكتمل تجربة “تيفلوين” دون التوقف عند الأطباق التقليدية التي تعكس عمق المطبخ الأمازيغي. “تاگلا”، العصيدة الأمازيغية الشهيرة، و”أوركمين”، الطبق التقليدي المحضر من القطاني، يأخذانك في رحلة أخرى، لكن هذه المرة عبر نكهات مطبخ تيزنيت المميزة. يتم تقديم هذه الأطباق في فضاء خاص بالتذوق، حيث يستمتع الزواد بمذاقات فريدة تحمل أسرارها عبر الأجيال، وسط أجواء احتفالية دافئة تعزز الروابط بين الضيوف والسكان المحليين.

الفكرة (le concept) ليست فقط أن ترى المدينة، بل أن تعيشها بكل تفاصيلها، وتشعر بنبض الحياة الذي يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر. إنها أكثر من مجرد احتفالية؛ بل رحلة استكشاف فريدة لمدينة تيزنيت كما لم تعرفها من قبل، حيث يتحول كل ركن وكل ممر إلى حكاية تنبض بجمال المدينة وروحها.

ما يجعل “تيفلوين” مميزا هو قدرتها على إحياء تفاصيل التاريخ وتقديمها برؤية معاصرة. إنها ليست مجرد احتفال بالماضي، بل رسالة مفتوحة للمستقبل تدعو إلى تأمل تيزنيت من منظور مختلف.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد