الندوة الوطنية حول تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية: بين الواقع والمأمول.

في إطار فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان تيفاوين بتعاون مع جماعتي أملن وتافراوت، نظمت جمعية فيستفال تيفاوين ندوة وطنية حول موضوع “تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بين الواقع والمأمول”، عرفت الندوة مشاركة مجموعة من الفعاليات الأكاديمية والمدنية وممثلي المؤسسات العمومية، بهدف مناقشة وتقييم وضعية الأمازيغية في منتصف الولاية الحكومية الحالية.

افتتح الندوة حسن أخواض، مسير اللقاء وعضو جمعية فيستفال تيفاوين، مؤكدا على أهمية تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية من خلال خطوات ملموسة في التعليم والإعلام والقضاء.

أحمد عصيد، ممثل المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، أكد في تصريح لـ”أفني نيوز” أن هذه الندوة تأتي لتقييم حصيلة العمل الحكومي في موضوع الأمازيغية، حيث أشار إلى أن ما تم إنجازه حتى الآن لا يرقى إلى مستوى تطلعات المجتمع المدني، وأضاف عصيد أن الحكومة ركزت على عدد كبير من الأوراش مثل الإدارة والترجمة، لكنها أغفلت الأولويات الأساسية كالتعليم والإعلام، مما جعل الأثر على حياة المواطنين والمؤسسات ضعيفا.

من جهتها، شددت أمينة بن الشيخ، مستشارة رئيس الحكومة المكلفة بالأمازيغية، على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق أهداف الحكومة فيما يخص إدماج الأمازيغية في التعليم ووسائل الإعلام.

أما الدكتور الحسين خبان، فقد سلط الضوء على التحديات القانونية التي تواجه تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، فيما أكدت كريمة خلدون، ممثلة وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، على دور الرقمنة في تسريع وتيرة التفعيل.

خلال الندوة، أشار المتدخلون إلى معضلات متعددة تعيق تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، من بين هذه التحديات، أشار عصيد إلى مشكلة قلة الكفاءات المتخصصة في تدريس الأمازيغية، مشيرا إلى أنه رغم توفر شعب اللغة الأمازيغية في عدد من الكليات، فإن الخريجين يواجهون منافسة من خريجي مواد أخرى كالرياضيات والفيزياء، مما يؤثر على جودة التعليم الأمازيغي.

وفي مجال الإعلام، لوحظ تراجع ملحوظ في إنتاج البرامج الأمازيغية منذ 2011، حيث اقتصرت الإنتاجات على القناة الثامنة بعد أن كانت تشمل قنوات أخرى قبل الدسترة، هذه المفارقات تضع الحكومة الحالية أمام تحديات كبيرة، خصوصا في ظل تباطؤ تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

 

في ختام الندوة، تم التأكيد على ضرورة تشكيل لجنة وزارية تضم ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني للإشراف على أوجه الصرف للميزانية المتعلقة بالأمازيغية، ووضع برامج تضمن متابعة التفعيل الفعلي للطابع الرسمي للأمازيغية في المؤسسات.

اختتمت الأمسية الفنية في ساحة تيفاوين بتوزيع شواهد الشكر والتقدير على مجموعة من الشخصيات المحلية، منهم السيد مصطفى ليدر، عضو جمعية الحكام الدوليين، وحكم النخبة السيد منصف الزين العلوي، اللذان أشرفا على ورشة تكوينية حول أساسيات التحكيم في كرة القدم، كما شهد فضاء موسم ديملالن بأملن إقامة أنشطة ترفيهية وتربوية للأطفال تحت عنوان “أنموقار نتزانين”، بشراكة مع جمعية أصدقاء الابتسامة، في إطار الفعاليات التربوية للمهرجان.

تبقى التوصيات الصادرة عن هذه الندوة مرجعا مهما للحكومة المغربية، والتي من شأنها أن توجه جهودها نحو الأولويات الثلاثة التي تم التأكيد عليها: التعليم، الإعلام، والقضاء، لضمان نجاح تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وتحقيق الأهداف المسطرة في هذا الصدد.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد