المنتدى الجهوي للصناعات الثقافية بكلميم وادنون يسلط الضوء على الكنوز الإنسانية الحية وآفاق تثمينها

اختتامت يوم السبت 15 فبراير 2025 بمدينة كلميم أشغال المنتدى الجهوي الثالث للصناعات الثقافية بجهة كلميم وادنون، تحت شعار: “الكنوز الإنسانية الحية بحوض واد نون: آفاق الحماية والتثمين في ظل الصناعات الثقافية والثورة الرقمية”، المنتدى الذي تنظمه جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، شهد مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجالات التراث والتاريخ والثقافة.

تمحورت أشغال الندوة حول أربع مداخلات رئيسية استعرضت مستجدات التشريع المغربي وآليات تثمين الكنوز البشرية الحية.
استهل الأستاذ أحمد أوموس، باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، الجلسة بمداخلة حول “مستجدات التشريع المغربي في مجال حماية الكنوز الإنسانية الحية”، حيث أكد أن القانون رقم 33.22 يمثل نقلة نوعية في حماية هذا النوع من التراث، وأوضح أن التشريع المغربي ظل يعتمد على القواعد الدولية، وخاصة اتفاقية يونسكو لعام 2003، قبل أن يأتي هذا القانون ليعزز حماية حاملي المعارف والمهارات التقليدية. أما الطالب بوي لعتيك فقد أشار في مداخلته حول دور الالعاب الشعبية في الحياة الصحراوية، مبرزا قيمتها في تعزيز الروابط الاجتماعية وأثرها في تربية الأجيال وتقديم السلوك.

من جانبه، تطرق الأستاذ توفيق برديجي إلى موسم طانطان باعتباره نموذجا حيا لتراث انتقل من المحلي إلى العالمي، مشددا على أهمية إدراجه ضمن رؤية وطنية لتثمين الموروث الثقافي، أما الأستاذ أحمد بومزكو فقد ركز على أهمية الترافع من أجل استراتيجية وطنية لحماية الكنوز البشرية الحية، بينما سلط الدكتور الطالب بوي لعتيك الضوء على الألعاب الشعبية في الحياة الصحراوية ودورها في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية، مشيرا إلى قيمتها التربوية والعلمية والذهنية.

عرف المنتدى لحظة تكريم لعدد من الشخصيات التي أسهمت في الحفاظ على الموروث الثقافي بالجهة، أبرزهم: مبارك أو الطيب، عازف على “العواد” من أحواش أيت باعمران، و محمد تسينت، عضو مؤسس لجمعية “تكنا لكنكا” والتراث الفني بكلميم.

في تصريح لـ”إفني نيوز”، أكد الأستاذ أحمد بومزكو أن مداخلته تناولت التجارب الدولية ومقتضيات القانون المغربي الجديد، إلى جانب استعراض استراتيجية جهوية لتثمين الكنوز البشرية الحية بحوض واد نون.

من جهته، أشاد النائب البرلماني عن إقليم كلميم، السيد محمد الصباري، بأهمية هذه الندوة العلمية وما طرحته من إشكالات جوهرية تتعلق بحماية التراث، مثنيا على جهود الجمعية في تنظيم لقاءات تسلط الضوء على قضايا التراث.

وفي تصريح خاص للجريدة، عبر المكرم السيد محمد تسينت عن سعادته وامتنانه بهذا التكريم، معتبرًا أنه حافز لمزيد من العطاء في خدمة التراث المحلي.

على هامش المنتدى، تم تنظيم معرضين: الأول، خصص لعرض منشورات جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة، والثاني، عرض نماذج من التراث الثقافي اللامادي بجهة كلميم واد نون، حيث تم إبراز منتوجات إبداعية في الحرف والصناعات التقليدية.

في ختام أشغال المنتدى، تم توزيع شهادات تقديرية على المشاركين تقديرًا لإسهاماتهم في إنجاح هذه الدورة، كما أجمع المتدخلون على ضرورة مأسسة الكنوز البشرية الحية باعتبارها آلية للحفاظ على الموروث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، داعين إلى إدماج هذه الكنوز في سياسات التنمية المحلية.

يذكر أن هذا المنتدى يندرج ضمن استراتيجية جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة الهادفة إلى فتح نقاش عمومي مسؤول حول سبل حماية التراث الثقافي وتثمينه، بما ينسجم مع مقتضيات النموذج التنموي الجديد ويعزز إدماج الصناعات الثقافية ضمن محركات التنمية بجهة كلميم وادنون.

متابعة : مصطفى اغلاسن.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد