متابعة: مصطفى اغلاسن – افني نيوز.
في أجواء يملؤها الفخر والانتماء، احتضنت مدينة سيدي إفني صباح يوم الاثنين 30 يونيو 2025، فعاليات تخليد الذكرى السادسة والخمسين لاسترجاع المدينة إلى السيادة الوطنية، في حدث وطني يرسخ في الذاكرة الجماعية رمزية الكفاح من أجل الوحدة الترابية.
اللقاء الرسمي الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بمقر عمالة الإقليم، عرف حضورا وازنا تقدمه السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والسيد محمد ضرهم، عامل إقليم سيدي إفني، والسيد رشيد الكروج، الكاتب العام للعمالة، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية وأمنية، وأعضاء من أسرة المقاومة وجيش التحرير، وبرلمانيين ومنتخبين، وممثلي المجتمع المدني وأعيان المنطقة.
استهلت المراسيم بتحية العلم الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، قبل أن يتناول السيد العامل الكلمة، مذكرا بالدلالات العميقة لهذا الحدث الوطني الذي يمثل، صفحة مضيئة في سجل ملاحم التحرير التي خاضها المغاربة ضد الاستعمار، ودور قبائل آيت باعمران وسكان المنطقة في دعم نضالات الوطن، والتضحيات الجسام التي قدمها شهداء الحركة الوطنية وأبطال جيش التحرير.
من جهته سلط السيد مصطفى الكثيري الضوء على الخلفيات التاريخية والسياسية التي ميزت فترة الاحتلال الإسباني للمدينة، مشيرا إلى أن استرجاع سيدي إفني سنة 1969 شكل منعطفا حاسما في استكمال الاستقلال الوطني، وأكد الكثيري أن الباعمرانيين ظلوا طيلة فترة الاحتلال، أوفياء للعرش العلوي المجيد، حيث انخرطوا في مختلف مراحل المقاومة والتحرير، وشاركوا بفعالية في ثورة الملك والشعب، بل وكانوا في طليعة الصفوف خلال معارك التصدي للاستعمار في المنطقة.
واستحضر المندوب السامي، بتفاصيل دقيقة، أبرز محطات الكفاح المسلح التي خاضها أبناء المنطقة، مشيرا إلى معارك تاريخية لا تزال محفورة في الذاكرة الوطنية، والتي شكلت مسرحا لمواجهات ضارية بين المقاومين وقوات الاحتلال.
كما أكد أن استرجاع سيدي إفني لم يكن سوى بداية لمسار وطني استمر إلى غاية تحرير باقي الأقاليم الجنوبية، حيث ظلت قضية الوحدة الترابية للمملكة أولوية ثابتة في أجندة الدولة المغربية، بفضل القيادة الحكيمة للعرش العلوي، ومواصلة الترافع على القضية في مختلف المحافل الدولية.
وخلال هذا اللقاء، تم تكريم عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم، اعترافا بما أسدوه للوطن من نضال وتضحيات، كما تم توزيع مساعدات اجتماعية ومالية لفائدة 45 مستفيدا من قدماء المقاومين وأراملهم، في التفاتة إنسانية تعكس العناية المستمرة بهذه الفئة من طرف المندوبية السامية.
الاحتفال بالذكرى هذا العام لم يقتصر على استحضار التاريخ فحسب، بل شكل أيضا مناسبة لتجديد العهد بمواصلة البناء التنموي، وتثمين المكتسبات المحققة في ظل الأوراش الكبرى التي يشهدها الإقليم، انسجاما مع الرؤية الملكية السامية لجعل الأقاليم الجنوبية قاطرة للتنمية الجهوية والوطنية.