بقلم: عمر بنعليات
في الوقت الذي تعيش فيه الرياضة بإقليم سيدي إفني واقعًا صعبًا، يطغى عليه ضعف البنيات التحتية وقلة الدعم المالي، يواصل فريق اتحاد شباب سيدي إفني رحلة التحدي والإصرار نحو استعادة أمجاد كرة القدم المحلية، التي سطع نجمها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عبر أسماء خالدة لا تزال راسخة في ذاكرة المدينة.
في اتصال هاتفي، كشف الحاج إبراهيم زويكة، نائب رئيس الفريق والناطق الرسمي باسمه، عن حجم الإكراهات اليومية التي تواجه المكتب المسير، خاصة على مستوى البنيات التحتية، في ظل الوضعية المزرية لملعب المدينة، الذي ظل لسنوات ينتظر الوفاء بوعود الإصلاح والتأهيل من مختلف الجهات الوصية، دون أن يتحقق شيء على أرض الواقع.
وأضاف المتحدث أن الفريق يعاني كذلك من ضعف الموارد المالية، حيث لا تتجاوز المنحة السنوية للمجلس الجماعي 17000,00(مائة وسبعون ألف) درهم، ومنحة الجهة 40000,00 (أربعون ألف) درهم، في حين أن كلفة تنقّل واحد خارج المدينة تفوق 20000,00 (عشرون ألف) درهم، ما يضطر الفريق إلى البحث عن دعم من محبي النادي وفعاليات المجتمع المدني، في مشهد يعكس القاعدة المغربية الشهيرة: “خرج السينية، عاون الفريق”.
ورغم كل هذه الإكراهات، يظل طموح اللاعبين الشباب، والإرادة الصلبة للمكتب المسير، الحافز الأكبر لمواصلة المسيرة، إذ يستعد الفريق يوم غد الأحد 22 يونيو 2025، لخوض مقابلة حاسمة أمام فريق حسنية تيوغزة، على الساعة الخامسة مساءً، في مباراة مصيرية تعوّل عليها ساكنة المدينة لإعادة البريق إلى الرياضة المحلية.
وفي هذا السياق، دعا زويكة كافة أبناء المدينة، عشاق كرة القدم، قدماء اللاعبين، والغيورين على الشأن الرياضي بالإقليم، إلى الحضور المكثف لمساندة الفريق، ليس فقط دعمًا له في معركته الرياضية، بل كذلك تعبيرًا عن مطالب الجماهير الإفناوية والباعمرانية، التي تفتقد لفضاءات رياضية لائقة وحقها الدستوري في ممارسة الرياضة في ظروف تحفظ الكرامة إسوة بباقي مدن المملكة.
كما لا يمكن إغفال المجهودات الجبارة التي يبذلها السيد مبارك عليوة، رئيس الفريق، إلى جانب باقي أعضاء المكتب في قيادة هذه التجربة الكروية، والتضحيات الجسيمة التي يقدمونها من أجل صورة الرياضة بالمدينة، وكرة القدم على وجه الخصوص.
وتبقى آمال جماهير المدينة معلّقة على هذه المباراة لتحقيق الصعود المنشود، وفتح صفحة جديدة في تاريخ الرياضة بسيدي إفني، عنوانها النهوض بالبنيات التحتية، وإعادة الاعتبار للرياضة كرافعة تنموية، ومساحة لتأطير الشباب وإبراز طاقاتهم.