متابعة: مصطفى اغلاسن – إفني نيوز
في لقاء جماهيري وصف بـ”النوعي وغير المسبوق”، حطت قافلة “مسار الإنجازات” لحزب التجمع الوطني للأحرار رحالها بعاصمة جهة كلميم وادنون (كلميم)، ثالث محطة في جولة وطنية يقودها رئيس الحكومة ورئيس الحزب، لتقريب الحصيلة والتواصل مع المواطنين في مختلف جهات المملكة.
اللقاء الذي احتضنته بوابة الصحراء المغربية، شهد حضورا وازنا ضم ثمانية وزراء وأكثر من نصف أعضاء المكتب السياسي للحزب، إلى جانب برلمانيين ومناضلين وفعاليات مدنية، وهو ما اعتبره أخنوش دليلا على “أهمية الجهة والتزام القيادة الحزبية بالتواصل المباشر مع المواطنات والمواطنين”.
أخنوش استعرض في كلمته عددا من الأوراش الكبرى التي تشهدها جهة كلميم واد نون، في إطار تنفيذ البرنامج الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية، الذي قال إنه “أعاد للجهة تموقعا استراتيجيا عبر مشاريع مهيكلة”، من أبرزها الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، ومحطات تحلية المياه التي ستمكن من سقي أزيد من 10 آلاف هكتار، ما سيُحدث نقلة نوعية في القطاع الفلاحي بالمنطقة.
ولم يغفل رئيس الحكومة التأكيد على أن تنفيذ هذه المشاريع يتم على يد “حكومة منسجمة، تضم كفاءات وطنية، وتشتغل بكل جدية ومسؤولية”، مضيفا أن هذه الإنجازات “ليست إنجازات حزب الأحرار فقط، بل ثمرة عمل جماعي لحكومة نابعة من أغلبية موحدة، تطبق تعليمات جلالة الملك على أرض الواقع”.
وفي قطاع التعليم، كشف أخنوش أن الجهة مقبلة على تعميم نموذج “مدارس الريادة” خلال الدخول المدرسي المقبل، لتكون بذلك أول جهة على الصعيد الوطني تعتمد هذا النموذج الذي وصفه بـ”الإصلاح الثوري بشهادة منظمات دولية”، وأوضح أن الجهة تضم حاليا 80 مدرسة ضمن هذا البرنامج، إلى جانب الإعداد لإطلاق 10 ثانويات إعدادية جديدة.
أما في قطاع الصحة، فأبرز رئيس الحكومة أن كلية الطب بكلميم ستبدأ في تخريج أول دفعة من الأطباء سنة 2029، بمعدل 100 طبيب سنوياً، وهو ما من شأنه تكوين 1000 طبيب في غضون عشر سنوات، معظمهم من أبناء المنطقة، في خطوة تهدف إلى تقليص الخصاص الطبي وتعزيز العرض الصحي داخل الجهة.
اللقاء لم يخل من إشارات رمزية واستحضار للأسماء التي كان لها دور في ترسيخ الحزب داخل الجهة، حيث خص أخنوش بالذكر المرحوم الحاج علي بوعيدة، كما نوه بالمجهودات المتواصلة لرئيسة الجهة امباركة بوعيدة، مشيدا بـ”الحضور النسائي الفاعل” داخل الحزب وداخل مؤسسات الجهة.
كما عبر أخنوش عن اعتزازه الخاص بعلاقته القديمة مع الجهة، مذكرا بفترة عضويته في المجلس الإقليمي لتيزنيت سنة 2007، وتجربته السابقة في رئاسة جهة سوس ماسة، حيث كانت مدينة سيدي إفني حينها تابعة لها، ونوه بهذه المناسبة بالحاج العربي أقسام أحد قدماء حزب التجمع الوطني لأحرار بالمنطقة، والذي تقاسم معه العمل المؤسساتي والحزبي جنبا الى جنب، مؤكدا أن “مسار التنمية انطلق بإرادة ملكية، ونحن اليوم نواكبه بثقة ومصداقية”.
أخنوش ختم كلمته بالتأكيد على أن الحكومة التي يقودها “هي حكومة المعقول”، تستمع للمواطنين وتأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، وتواصل تنزيل البرامج التنموية بجدية، مضيفا: “لا نأتي فقط لنقول إن كل شيء جيد، بل نأتي لنصغي إليكم”، داعيا الفاعلين المحليين إلى التعبير بحرية عن آرائهم وتطلعاتهم.
اللقاء مثل مناسبة لإعادة التأكيد على أهمية جهة كلميم واد نون كرافعة تنموية استراتيجية في الجنوب المغربي، بفضل المشاريع التي تنفذ حاليا وتلك المبرمجة في القادم من السنوات، في ظل عناية ملكية خاصة وتفاعل حكومي مباشر يراهن على التنمية المندمجة والمستدامة.
