من أجل سياحة إيكولوجية جهة كلميم واد نون تخصص قرابة مليار سنتيم كدراسة لتطوير السياحة بميراللفت

نظرا لما تتميز به ميراللفت من تنوع المناظر الطبيعية وتعدّدها، وهوائها النقي(micro climat) وشواطئها الستة النظيفة وذات الرمال الذهبية، كما تتميز جوهرة وأيقونة الجنوب ميراللفت بتنوع كبير في النظم البيئية، وحسب مُختصين في المجال فإنّ المؤهلات الطبيعية تُشكل واحدة من أهم مقومات السّياحة الجيولوجية و الإيكولوجية ( éco tourisme et géo tourisme ) ، غير أنّها لن تكون ذات نفع كبير إذا لم يتم استغلالها وتأهيلها ودعمها بالشّكل المطلوب. لهذا فقد رصد مجلس جهة كلميم واد نون ميزانية تقدر ب مليار سنتيم من أجل دراسة سبل تثمين المؤهلات السياحية بميراللفت كواجهة بحرية بالجهة ، لتحويل ميراللفت إلى وِجهة سياحية تتناسب وبريقها الوطني والعالمي، وفي اتصال إفني نيوز بجهات مسؤولة بميراللفت أكدت أن فتح الأظرفة لمشروع هذه الدراسة لتأهيل السياحة بميراللفت سيكون يوم الإثنين المقبل 6 يونيو الجاري، وذلك من أجل أجرأة تحويل ميراللفت إلى وجهة سياحية بامتياز بطاقة إيوائية لقرابة 25 ألف سرير ، وبعرض سياحي يجمع بين متعتي الجبل والبحر، هذا وأكد سالم أبردام رئيس المجلس الجماعي الترابي لميراللفت في تصريح خص به إفني نيوز أن ميراللفت تتوفّر على مؤهلات كبيرة لإنجاح تنمية قطاع السياحة الإيكولوجية، مشددا أنّ تطوير هذا النمط السّياحي من شأنه أن يًساهم في الحفاظ على التنوّع البيولوجي والإيكولوجي والبيئي ، معتبرا أن السّياحة الإيكولوجية بدأت تعرف مؤخراً إقبالا مُتزايدا خصوصا بعد تنامي الوعي بضرورة الحفاظ على البيئة في ظل الأزمات المناخية الصّعبة التّي يعرفها العالم في الفترة الحالية، وبالتالي يشدد أبردام أنه أصبح من غير المقبول أن تظل ميراللفت متخلفة عن ركب الوجهات السياحية الوطنية الرائدة والنموذجية في هذا المجال، وهي التي حباها الله بثروات طبيعية خلابة وساحرة متفردة، وموروث حضاري وثقافي وتراثي زاخر وأصيل، وإمكانيات إيكولوجية وجيوسياحية رائعة، وان هذه الدراسة المزمع فتح الأظرفة الخاصة بها الأسبوع المقبل، يردف رئيس المجلس قائلا: ” ستكون نتائجها بمثابة خارطة طريق ترسم للقطاع السياحي استراتيجية واضحة المعالم على المستوى المتوسط والبعيد، من شأن ترجمتها على أرض الواقع أن تخلق دينامية في القطاع على المستوى المحلي والجهوي ولم لا الوطني ، في أفق إرساء رؤية مستقبلية لسياحة مسؤولة ومستدامة تشجع على جلب الاستثمارات وخلق فرص للشغل بالمنطقة” وفي اتصال الجريدة بأحد مسؤولي السياحة بسيدي إفني أكد أن « تأثيرات جائحة كورونا عزّزت التوجه نحو السيّاحة الإيكولوجية »، مضيفا أنّ إحدى الدراسات أظهرت أنّ أغلبية السياح أصبحوا يُفضّلون التوجه إلى الأماكن ذات الاستقطاب البيئي، وذلك بالسفر بطريقة تمكنهم من المساهمة في تقليص الأثر السلبي على البيئة.
هذا وقد اهتم المغرب مؤخرا بالسياحة الإيكولوجية مما سيمكن من تدفق استثمارات مهمة بالمجال القروي، وهو ما سينعكس ايجابا على الحركية الاقتصادية بالعالم القروي، إذ سيتم تعزيز مداخيل الجماعات القروية التي تعتمد في تمويلها على دعم الدولة »، كما يجب التنبيه إلى أهمية هذه الاستثمارات في توفير نوع من العدالة المجالية، بحيث ستُمكّن من إدماج الساكنة المحلية المشتغلة بقطاعات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، بالإضافة للشباب حاملي الشواهد الذي سيَسهُل إدماجهم كمرشدين سياحيين أو حاملي مشاريع صغرى بالقطاع السياحي، وذلك بعد تكوينهم من الجهات المختصة،وبالعودة إلى الاستراتيجية السياحية ببلادنا، يتبين أن السّياحة المُستدامة كانت من بين النّقاط المهمة، إذ تم وضع برنامج يرمي إلى تثمين الموارد الطبيعية والقروية مع الحفاظ عليها، والسهر على احترام الأصالة السوسيو-ثقافية للجماعات المضيفة بتوفير امتيازات سوسيو-اقتصادية لها.
وخلاصة القول إذن، فإن رهان تحقيق نموذج تنموي بميراللفت، وحسب فاعلين سياسيين واقتصاديين ومدنيين بميراللفت لإفني نيوز، يتطلب استثمار مختلف مؤهلاتها وتثمين خصوصياتها البيئية والإيكولوجية و الاجتماعية والتاريخية ( قصبة ميراللفت نموذجا، ومسجد بودميعة بدوار إدكوجا…) ، والشروع فعليا في بلورة وتفعيل مخطط عمل سياحي يرتكز على تصور شمولي واستراتيجي للتنمية المستدامة، يدمج مختلف هذه الأبعاد المختلفة والمتنوعة في كل مشروع تنموي للمنطقة.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد