تقرير صحفي: المشيخة في الزاوية القادرية البودشيشية بين سيدي منير وسيدي معاذ.

تشهد الزاوية القادرية البودشيشية، إحدى أبرز الزوايا الصوفية في المغرب والعالم، نقاشًا داخليًا منذ وفاة الشيخ مولاي جمال الدين قدس الله سره، يتعلق بمسألة المشيخة والقيادة الروحية. ويتركز الجدل بين اسمين بارزين من أبناء العائلة: سيدي منير وسيدي معاذ.

سيدي منير: المشيخة بالوصايا والإجماع العائلي.

يستند أنصار سيدي منير إلى مجموعة من المعطيات التي يرون أنها تحسم مسألة المشيخة لصالحه:

  • وجود وصايا مكتوبة من والده مولاي جمال الدين، ومن جده الشيخ سيدي حمزة، ومن الشيخ سيدي الحاج العباس، تمت قراءتها في أكثر من مناسبة.
  • شهادات من فقراء موثوقين يشهدون بصحة هذه الوصايا.
  • دعم واضح من العائلة البودشيشية الصغيرة، بما في ذلك والدته للا فتحية، وعماته، وأخواه سيدي محمد وسيدي مراد.
  • حضور لافت للمريدين والمريدات داخل المغرب وخارجه في ليلة الأربعين للشيخ جمال الدين، حيث استجابوا لدعوة والدته.
  • رصيد علمي ودعوي مكّنه من اكتساب مكانة علمية على الصعيدين الوطني والدولي، إضافة إلى مساهمته في نشر الطريقة بالقارة الأوروبية ومناطق أخرى من العالم.

سيدي معاذ: دعوة قائمة على دعم محدود.

  • في المقابل، يطرح اسم سيدي معاذ، الابن الأصغر لمولاي جمال الدين، كخيار بديل، رغم أن معطيات أنصاره تختلف عن معطيات مؤيدي أخيه:
  • لا توجد وصايا مكتوبة أو تزكيات عائلية مباشرة تدعم مشيخته.
  • يعتمد أنصاره على أقوال بعض الفقراء وعلى مقاطع فيديو تُتداول على نطاق ضيق.
  • لم يُعرف عنه رصيد علمي أو دعوي كبير، حيث تولى سابقًا مهامًا تنظيمية مثل مسؤولية الفرقة الوطنية للسماع والإشراف المالي على الزاوية.
  • يحظى بدعم من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وعدد محدود من المريدين.
  • في المقابل، لا يلقى دعمًا من العائلة الصغيرة (والدته وإخوته وعماته).

مقارنة بين الموقفين.

  • أنصار سيدي منير يستندون إلى وثائق مكتوبة وإجماع عائلي ومريدي واسع، إلى جانب رصيد علمي وروحي معتبر.
  • أنصار سيدي معاذ يركزون على شرعية ميدانية محدودة تستند إلى أقوال فردية ودعم رسمي من بعض الجهات.

الخلاصة:

يبقى موضوع المشيخة داخل الزاوية القادرية البودشيشية محل نقاش وجدل بين الطرفين، حيث يعتمد كل فريق على مبررات مختلفة: فريق يرى في سيدي منير الامتداد الطبيعي للقيادة الروحية بالاعتماد على الوصايا المكتوبة والإجماع العائلي، وفريق آخر يساند سيدي معاذ رغم غياب وثائق أو تزكيات مكتوبة لصالحه.
وفي انتظار حسم هذه المسألة بشكل نهائي، يظل المشهد داخل الزاوية مرآة لصراع بين الشرعية التقليدية المستندة إلى الوصية والشرعية البديلة القائمة على الدعم المحدود.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد