ذلك الشبل من ذاك الأسد: ابن الدكتور عز الدين بميراللفت ينال دبلوم الدكتوراه في الطب بميزة مشرف جدا

احتضنت قاعة أطروحات الدكتوراه برحاب كلية الطب و الصيدلة بمراكش التابعة لجامعة القاضي عياض صبيحة يومه الخميس 9 نونبر 2023 مناقشة أطروحة الدكتوراه في الطب تقدم بها الطالب الباحث عصام التايك ميراللفتي الولادة والمنشأ وهو نجل الدكتور العصامي الجدي النزيه عز الدين التايك طبيب رئيسي بالمركز الصحي بميراللفت لقرابة 30 سنة، ناقش الدكتور عصام أطروحته التي كانت تحت عنوان ” جودة حياة عائلات المرضى المصابين بالفصام ” تحت إشراف الأستاذ الدكتور إسماعيل رموز ، وبرئاسة الأستاذة الدكتورة الأمازيغية القحة ابنة تافراوت بإقليم تيزنيت الأستاذة فتيحة منودي، والمشرف الثاني على الأطروحة: الأستاذ الدكتور خالد مهادي، و الأستاذة الدكتورة
سلمى أيت بطاهر في هيأة التحكيم ، يعد هذا الموضوع الذي ناقشه الدكتور عصام التايك من المواضيع التي تتسم بالجدة والنوعية والراهنية، تناول فيه بالدقة والتحليل والإحصاء الدقيق الفصام كواحد من الأمراض النفسية الشديدة ؛ إنه السبب الرئيسي وراء دخول المستشفيات النفسية في المغرب، ومع ذلك، يشدد الدكتور الشاب في مستهل عرضه ، يتم معالجة المزيد من مرضى هذا النوع من الأمراض خارج المستشفى، حيث يواجه أفراد العائلة الذين يعتنون بالمرضى تحديات متنوعة، بما في ذلك التوتر العاطفي، والعزلة الاجتماعية، والصعوبات المالية، ورضى الحياة الأقل، بالإضافة إلى مشكلات في الصحة العقلية والبدنية، هذا وكان الهدف من الدراسة الميدانية التي قام بها عصام هو تقييم جودة حياة أسر مرضى الفصام في منطقة سوس ماسة وتحديد العوامل المرتبطة بجودة حياتهم الضعيفة.
ومن الأساليب التي استخدمها د.عصام في بحثه الميداني هذا : إجراء دراسة رصدية أفقية بهدف وصفي وتحليلي، داخل قسم الطب النفسي في مستشفى إنزكان الإقليمي (حيث بلغ عدد المشاركين في البحث الميداني 144 مشاركة ومشاركا من أسر وعائلة مرضى الفصام)، حيث تم جمع البيانات على مدى ستة أشهر ، ليتم بعد ذلك تقييم جودة حياة مرافقي مرضى الفصام باستخدام استبيان جودة حياة (S-CGQoL) مرافقي مرضى الفصام، ومن النتائج الذي خلص إليها صاحب الأطروحة ان أكثر من نصف مرافقي المرضى كان لديهم جودة حياة سيئة (نقاط أقل من 50) كما كان متوسط النقاط الإجمالي لجودة الحياة هو 48.3 (± 16.9). بصفة عامة، هكذا إذن كان تقييم جودة الحياة على أنها من منخفضة إلى متوسطة، كما اشار الدكتور عصام اثناء عرضه أمام أنظار اللجنة إلى العوامل التي ارتبطت إحصائيا بزيادة خطر جودة حياة سيئة لدى مرافقي المرضى، والتي كانت كما يلي: ان الوضع الاجتماعي للمرافق (عازب ومطلق أو أرمل)، وجود سجل سابق لمحاولة الانتحار، بالإضافة إلى وجود حالات الاكتئاب لدى بعض المرافقين،
ليختم دكتورنا الشاب مداخلته بالتأكيد على أنه أضحى من الضروري التعرف على التحديات الخاصة بمرافقي المرضى العازبين والمطلقين والمصابين بالاكتئاب والمعنيين برعاية مرضى لديهم، كما يجب الرعاية الشاملة لمرضى الفصام،مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي اللازمين لمرافقي المرضى من أجل تحقيق نتائج أفضل للمرافقين والمرضى على حد سواء، ليختم عرضه باقتراح مجموعة من التوصيات التي يجب أن يهتم بها المسؤولون المباشرون او غير المباشرين على القطاع الصحي ببلادنا
، يمكن إجمالها في مايلي:

  1. تشجيع المساعدين على إنشاء شبكة دعم مع الأصدقاء والعائلة وأفراد المجتمع وغيرهم من المساعدين الذين يواجهون تحديات مماثلة.
  2. توجيه المساعدين إلى الموارد المحلية مثل الرعاية الاجتماعية والجمعيات الخيرية، التي يمكن أن تقدم دعمًا ماليًا ونصائح قانونية.
  3. الدعم النفسي والعاطفي أمر أساسي للمساعدين. يمكن أن تكون جلسات العلاج الفردي أو الجماعي مفيدة للغاية لمساعدتهم في التعامل مع المواقف الصعبة.
  4. توجيه المساعدين لتشجيع مشاركة المريض الفعّالة في رعايته الذاتية لتعزيز استقلاله. سيقلل ذلك من العبء على المساعد.
  5. من الضروري التأكيد للمساعدين على أهمية قضاء وقت لأنفسهم. حتى إذا كان ذلك صعبًا، فإن استراحات منتظمة ضرورية لتجنب التعب.
  6. تثقيف المساعدين حول الوقاية من الانتحار لدى مرضى الفصام: مساعدتهم خاصة في التعرف على المرضى الذين قد يكونون عرضة للخطر والتعرف على أولى أعراض الانتكاس.
  7. ضمان وصول منتظم للمساعدين إلى المحترفين في مجال الصحة النفسية.
  8. تشجيع التواصل المفتوح بين المساعدين والمريض، من خلق بيئة تشجع على مناقشة الأفكار الانتحارية والعواطف.
  9. تعزيز الوعي بالفصام والأمراض العقلية بشكل عام في المجتمع يمكن أن يقلل من التنمر ويعزز الدعم الاجتماعي الأفضل.
  10. مساعدة المساعدين في اكتساب معرفة أدنى لفحص الاكتئاب لدى المساعدين وفحص أنفسهم. في حالة تشخيص الاكتئاب لدى المساعدين، يكون العلاج المناسب ضروري، سواء كان عبر العلاج أو الأدوية أو مزيج منهما.
  11. التثقيف النفسي أيضًا مهم. يتمثل ذلك في توفير المعلومات والتعليم للعائلة وقد يساهم في تقليل الضغط والعبء على المساعدين العائليين وفي تعزيز التكيف (Sulung & Foresa، 2018؛ Walke، Chandrasekaran، & Mayya، 2018) المستشهد بهم من قبل Sustrami وآخرين (2022). (11)
  12. مساعدة المساعدين في وضع حدود وتوقعات واقعية لأنفسهم. من الحيوي أن يدركوا حدودهم الشخصية وأن لا يشعروا بالذنب عند الطلب للحصول على المساعدة.
  13. تنظيم استشارات منتظمة لتقييم الرفاه العاطفي والجسدي للمساعدين، وتقديم استماع متأني يمكن أن يكون له تأثير كبير.
    وبعد العرض الشيق والريادي الذي تقدم به الطالب الباحث عصام التايك أمام اللجنة، عقدت هذه الأخيرة جلسة المداولة والتي على إثرها قررت قبول الأطروحة بميزة مشرف جدا مع التنويه بالعمل، ليؤدي بعد ذلك طبيبنا الشاب قسم الأطباء والدموع تنهمر من أعين والديه وأسرته وعائلته وأساتذته السابقين بميراللفت مولاي محمد الواصفي والحبيب الطلاب الذين حضروا حفل تتويج ابنهم الثاني عصام بوسام ودبلوم دكتوراه في الطب ونوهوا بمجهوداته الجبارة متمنين له مسيرة مهنية موفقة، ليتم في الأخير أخذ صور تذكارية مع الدكتور الشاب عصام وتناول استراحة شاي ثم وجبة غداء على شرف الحاضرات والحاضرين ثم الدعاء الصالح.
    المراسل.
شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد