تويزي فعل تضامني حضاري من الموروث الشعبي الأصيل بإمتياز .هي عادة من عادات الزمن الجميل.. ما زالت سائدة في عدة مناطق من المغرب العميق و خاصة لدى القبائل الأمازيغية و تسمى عادة تويزي كفعل تضامني حضاري أصيل و متأصل بدرجات متفاوتة ما بين مناطق و تويزي مصطلح أمازيغي . وتعني كل صور التعاون والتكافل والتضامن..الذي يهدف إلى انجاز عمل اجتماعي
معين.. من أجل مصلحة فرد ما أو مصلحة جماعة.. ينخرط فيه الشخص الذي يرغب في المساعدة المادية أو المعنوية أوالعضلية .. بكل تلقائية ودون مقابل ..وهو مجال مفتوح لكل الفئات..نساء أورجالا ..صغارا أو كبارا ويحمل العمل التعاوني بنظام تيويزي دلالات اجتماعية عميقة ويحقق أهدافا كثيرة، حيث إن هذه اللقاءات والاجتماعات العائلية تساعد على رأب الصدع وحل المشاكل وتقوي ترابط العائلات
و في أيت بعمران ظلت تويزي مند القدم متجدرة في أعماق التاريخ البعمراني و هو عادة قديمة ظلت متوارثة أبا عن جد ففي موسم الحصاد مثلا.. تكون تويزي حاضرة بكل معانيها.. بحيث نجد الحقل يعج بالرجال والنساء والأطفال من مختلف الأعمار.. تم استدعاءهم وتجنيدهم من أجل المشاركة في هذه الحركة التضامنية التطوعية.. كلهم جاءوا لتقديم يد العون..كل حسب قدرته وخبرته.. وحسب ما يتمتع به من قوة .. بعضهم يستعمل المنجل لحصد السنابل والبعض الآخر يكون في الوراء يجمع ويربط الحزم .. والبعض الآخر ينقلها إلى الأماكن المخصصة لها ..كل هذا في جو من الفرح والغبطة والسرور..تؤثث فضائه ترنيمات وأغاني وأهازيج مناسبة تحث على العمل والنشاط وتدعو للتضامن وتذكر نعمة الحمد والشكر لله ..
إلا أنه في الآونة الأخيرة رغم احتفاظ بعد المناطق بهذه العادة النبيلة الا أن في مناطق أخرى تكون هذه التقاليد في طريق الزوال مما يحتم على الشباب الغيور على تاريخ و عادات المنطقة العمل على إحيائها و الحفاظ عليها
افني نيوز