ذكريات تاريخية مشرقة استثمار مجدي من أجل استخلاص العبر(معارك جيش التحرير المغربي بالصحراء المغربية)

آخر تحديث : الجمعة 19 أغسطس 2022 - 12:45 مساءً
2022 08 19
2022 08 19
ذكريات تاريخية مشرقة استثمار مجدي من أجل استخلاص العبر(معارك جيش التحرير المغربي بالصحراء المغربية)
بقلم لحسن روكني
ifninews

من وصايا المقاوم الأول المغفور له الحسن الثاني لأبنائه البررة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير
بهذا البلد العظيم العناية بتدوين تاريخ الكفاح ضد المستعمر الدخيل.
“…المستعمر بيده كل شيء،المال والجيش والشرطة والوسائل ، والمغاربة لا وسيلة لهم إلا الإلتحام الوثيق بين ملك ضحى ووفى ما عاهد الله عليه وبين شعب وفى لملكه ومشى في طريق العز ومشى في ركاب الفخار.وإن ابناؤنا وأبناء أبنائنا ليجهلون هدا كله ، وليسوا مسئولين،بل نحن المسئولين ؛ كتبنا المدرسية خالية من هذا كلياتنا لا تدرس هذا وآثارنا لا تدل على هذا ، معالمنا حتى في الطريق ليس لها ما يدل على هذا.فعساكم وعساكم أن تسدّوا هذا الفراغ ،وأرجوكم أن تسدوا هذا الفراغ ،فتكون أسرتي هذه بمثابة كتاب ناطق ، كتاب حي في جميع البيوت ،في المجتمعات ،في الأندية، وفي كل مكان ،حتى يعرفوا أن هذا الإستقلال لم يأت سهلا ولم يأت عبثا ولم يأت صدفة ، ولكن جاء بعد سنين مريرة من التضحية والكفاح…” (1)

“…قليل من يعرف ما قام به جيش التحرير في جنوب المغرب ’وإن كان أحد يعرف ما قام به هدا الجيش مند سنة 1958 وقبل سنة 1958’فهو خادم هدا البلاد.وأعتقد في آن واحد أنكم لم تنصفوا .ولكن المغرب ليس ببلد عاق ’المغرب بلد من جملة خصاله أنه ربى أولاده كي يكونوا بارين بمن خدموه ومن ضحوا في سبيله…”(2)
ولهدا فليس غريبا أو صدفة أن يتصدى المغاربة الأبطال ببسالة وشجاعة لأعداء الحرية و الاستقلال ’حيثما امتدت يد الجور إلى رمز السيادة الوطنية وحامي حماها جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه ’إلى باقي أسرته الكريمة.
فإذا كان المغرب من بين آخر البلدان التي خضعت للاستعمار ’ناهيك وهو بلد عتيق له تاريخ يمتد على ألف سنة كدولة قائمة ’فقد كان له أدب تاريخي يتعين اليوم على المغاربة أنفسهم أن يعتمدوا على هدا الأدب للتعرف على تاريخ بلادهم.
الكفاح المسلح لاستكمال الوحدة الترابية .(نموذج المقاطعة التاسعة بجيش التحرير المغربي بالجنوب)

إدا كان المغرب قد تكالبت عليه قوى الشر وعصفت به العواصف وتقلبت به ظروف الدهر وابتلى بثلاثة أنواع الاستعمار.
الدولي بمدينة طنجةالإسباني بشمال المغرب و الصحراء الجنوبية والجزر الجعفرية.الفرنسي بباقي مناطق المغرب من جنوبه وشرقه .
فإن دلك لم يكن ليحد من طموح المغاربة ويقف حاجزا مانعا دون مشاركتهم في تغيير هدا الواقع المؤلم ’الواقع الاستعماري
بانعكاساته الاجتماعية و الفكرية و الاقتصادية.فالاندفاع الشعبي والغيرة الوطنية من الدوافع التي طورت الكفاح المسلح
وجعلت القيادة الثورية للمقاومة بأن تعلن عن إنشاء جيش التحرير الذي أرجو أن أتحد ث بإيجاز في هدا المقال عن جانب من جوانب كفاحه المسلح الذي خاضته إحدى مقاطعاته ’المقاطعة التاسعة تحت مسؤولية قائدها صالح بن عسو الجزائري والتي ينتسب إليها والدنا كأحد أطرها المخلصين ’المرحوم الحاج محمد روكني بن أحمد المجاطي (الذي كان يحمل رقم تسجيل 2004 وقد اندمج تحت اشراف آنذاك القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ’صاحب السمو الملكي ولي العهد الحسن الثاني’ضمن الفوج الثامن برتبة رقيب’ودلك سنة 1960 بايت ملول).
كانت اسبانيا متعنتة فيما يتعلق بالصحراء المغربية ’فقد حاولت التشبث بهده الأراضي حيث ادعت بأن الأمر لا يتعلق بغزو باعتبار أن الأراضي كانت مهجورة قبل أن تستقر بها ’وهكذا فقد أثارت مسأ لة تاريخية قد تبدو غريبة ,هل كانت الصحراء أرضا مغربية قبل 1912 كما يدافع عن دلك المغاربة ’أم أنها لم تكن لأحد كما تزعم إسبانيا ؟فكيف أمكن تدعيم موقفين ينفي كل منهما الآخر إلى هدا الحد ’مع العلم أن الأمر يتعلق بفترة حديثة العهد جدا ؟. فرغم اعتراف إسبانيا للمغرب بسيادته الوطنية على المنطقة الشمالية التي كانت خاضعة لحمايته فالمغرب ما فتئ يعبر عن تحفظاته فيما يخص حدوده الحقيقية التي ظلت خاضعة للحكم الإسباني و يطالب با استرجاعها . كما ورد في الخطاب الذي ألقاه جلالة المغفور له محمد الخامس في محامد الغزلان يوم 25/02/1958 .
“…وإن ما يسعدنا أن يستقبلنا في قرية المحامد التي هي باب صحراء المغرب أبناء الدين استقبلوا جدنا في قرية أخرى من الرقيبات وتكنه و أولاد دليم وسواها من قبائل الصحراء الشنجيطية وأن نستمع إليهم ومعهم فقهاؤهم وأدباؤهم وهم يؤكدون لنا كما أكد آباؤهم لجدنا-تعلقهم بالعرش العلوي و استمساكهم بعروة المغرب الوثقى التي لا انفصام لها .وأننا نحيي نفوسهم الأبية ’وعزما تهم القوية ’ونرحب بهم في وطنهم وبين أهليهم ونؤكد لهم بدورنا وليبلغ الشاهد منهم الغائب-أننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبة السكان.” (3)

لقد كانت منطقة تندوف جزءا من إقليم أكاد ير إلى أن اشتد النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1952’ثم برز تفكير جديد لدى الحكومة الفرنسية خاصة بعد اكتشاف منجم كار جبيلات بهده الناحية’ولاعتقادها بأن الجزائر أرض فرنسية في حين يمكن للمغرب المرتبط معها بوثيقة الحماية أن ينفصل عنها. أدت هده العوامل بالحكومة الفرنسية فصل منطقة تندوف عن إقليم أكاد ير خلال تلك السنة ,لكن علاقة هده المنطقة استمرت مع دائرة كولميم وأسواق واد نون وباني والصحراء حتى بعد استقلال شمال المغرب .ولم يكن القاطنون بتندوف ينتظرون سوى قرار إلحاقها بالوطن بعد إلغاء عقد الحماية حيث لم تكن هناك حدودا بين كولميم وتندوف’لهده الأسباب انطلقت عمليات جيش التحرير الأولى من الصحراء المغربية.
إن القرار باستئناف الكفاح المسلح لتحرير الصحراء المغربية و أيت بعمران اتخذ في دائرة ضيقة ومن طرف مجموعة قليلة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير المقتنعين بأن الحركة الوطنية لو تنته بعد .وقد عرض هدا الموقف على الملك محمد الخامس ’ونال موافقته في ظروف دقيقة .ولم تملك هده المجموعة من الموارد المالية سوى بعض العطاء القليل من العاطفين على جيش التحريركما أنها لم تتوفر لديها سوى مجموع.

ifninews
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..

google.com, pub-6836280101003033, DIRECT, f08c47fec0942fa0