إفني بدون صيف… بقلم: عبد الله بوشطارت

آخر تحديث : الأحد 6 أغسطس 2017 - 4:41 مساءً
2017 08 06
2017 08 06
إفني بدون صيف… بقلم: عبد الله بوشطارت
ifninews

صاحب مطعم معروف وسط المدينة، يقول عادتي ألج المطعم على الساعة السادسة صباحا، استبق باقي المستخدمين وأعد الفطور واستعد للمطبخ بنفسي. ..تصور ان اليوم لم يدخل الزبون الأول الى المطعم إلا بعد الساعة العاشرة صباحا. صافي المدينة تموت. ..أهكذا تكون إفني في فصل الصيف… نساء مع أزواجهن، يمسكن لحافهن من جهة الركبة ويمسكن رجالهن في الكثف حتى لا تتبلل اللحاف بالمياه السائلة والساءبة وسط المارشي وكي لا يسقطن أرضا وسط هذه المرجة…يقول صديقي باءع السمك :شوف شوف ازد غيكاد ايتكا المارشي ايسلمان توجوت دوامان نكين.. سوق السمك في افني هو القلب النابض هو الروح هو المنبع هو المركز الذي تدور عليه كل أنشطة المدينة…يقصده سكان المدينة وزوارها من البوادي وضيوفها والمارين بها. لكن للأسف الشديد يعيش في وضع متردي للغاية. بدون تصميم بدون تهيأة. .عبارة عن خط اسمنتي وسط فناء عاري على الهواء بدون سقف ولا إنارة ولا إدارة ولا اي شيء وبعض من الاكواخ تشبه الحوانيت لا أحد يستعملها…قد اكون مبالغا ان قلت ان هذا المارشي لا يوجد مثله في العالم فهو سوق نموذجي في الوسخ والمياه الكريهة والفوضى. نقارن بين مارشي تيزنيت ومارشي اكلميم التي يباع فيها سمك وحوت افني فلا توجد أصلا أوجه المقارنة…فشتان بينهما…وتبقى أسباب ترك هذا المارشي مهمش كسوق المتلاشيات مجهولة من طرف البلدية..التي يمكن لها استثماره استثمارا مهما وستستفيد منه ماديا وايكولوجيا في حالة إعادة بناءه وبيع او كراء محلات تجارية مجهزة وانيقة ملائمة .وهل هم يبصرون. من المطعم إلى المارشي مرورا بالمقهى والطاكسي…الجميع هنا يتعجب من هذا الصيف…صيف بارد ليس بفعل الضباب ولكن بفعل الركود الاجتماعي والجمود الاقتصادي الذي تعيشه المدينة..ما هذا؟ سألت رءيس بلدية افني ما سبب هذا ؟ نظر إلي وقال: “جميع مدن المغرب هذا الموسم تعيش نفس الحالة…أكادير هي الأخرى تعاني …هذه حالة عامة مرتبطة بضعف القدرة الشرائية للمغاربة بسبب ازدحام أجندة العطلة مع رمضان ثم العيد الأضحى والدخول المدرسي.” أسير في المدينة ووجهي يعاكس موجات الضباب الناعمة…أشعر بجسدي يرتشف وينتعش ويشرب من نسيم ضباب يعبر المدينة زاحفا إلى الجبل المقابل مع البحر….جبل بوالعلام العنيد. وللتاريخ فهذا الجبل بقي وفيا لعهده واتفاقه مع البحر حتى لا يترك الضباب يجاوز إلى الهضاب والجبال الأخرى حفاظا على بكارة افني….حتى تكون المدينة المضببة وحدها أمام أبواب مفاوز الصحراء الحارقة. ما فائدة الضباب إن لم يأت بالزوار لكي تزهو المدينة وتتفتح وتزدهر…. أتجه إلى اوطيل الصفاء وقابلت السيد سالم وسلمت عليه وسألني ماهي أحوال الرباط؟ أجبت آمرا فكيي لاخبار افني اما رباط تستهنا غ اخفنس. .. نفس الكلام يؤكده صاحب الفندق، كنا نأمل خيرا في انتعاشة الصيف لكن جاء الصيف لكي يعيد لنا صمت الخريف…ويقول أيضا : أصلا هذا الأسلوب مرهق وهذه السياسية فاشلة ان نعول على رواج موسم الصيف يجب ان تكون هناك استراتيجية إنعاش المنطقة وحيويتها بشكل مستمر طوال السنة…ولكن للأسف لا أحد يهتم بالمدينة ولا بالسياحة ولا بالاستثمار.. صديق في مدينة كلميم لمدة سنوات يقضي عطلته الصيفية دائما في افني مع عائلته، وكان يكتري منزلا عند أحد ساكنة المدينة…هذه السنة عزم صديقنا على عدم النزول إلى افني لأسباب مرتبطة بمزانيته…وفي بداية شهر يوليوز يتفاجأ الصديق بالسيد الذي يكتري عنده المنزل يهاتفه ويسأله…واش ماغادجيوش هاد العام….؟

عبد الله بوشطارت

ifninews
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..

google.com, pub-6836280101003033, DIRECT, f08c47fec0942fa0