عبدالله بركوز: ما الذنب الذي ارتكبته ساكنة سيدي إفني حتى يتم تهميشها؟

آخر تحديث : الخميس 12 ديسمبر 2024 - 10:17 مساءً
2024 12 12
2024 12 12
عبدالله بركوز: ما الذنب الذي ارتكبته ساكنة سيدي إفني حتى يتم تهميشها؟
بقلم : عبدالله بركوز _ سيدي إفني
ifninews

سيدي إفني، هذه المدينة الجميلة الواقعة جنوب المغرب، تحمل تاريخًا عريقًا مليئًا بالنضال والصمود، لكنها تعاني من تهميش طال أمده. فالسؤال الذي يطرحه كل مواطن غيور هو: ما الذنب الذي ارتكبته هذه الساكنة لتواجه هذا الواقع المؤلم؟

تعيش ساكنة سيدي إفني منذ عقود تحت وطأة التهميش والإقصاء على جميع المستويات: الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية. رغم أن المدينة تزخر بإمكانات طبيعية وسياحية هائلة كالشواطئ الجميلة والمناظر الخلابة، إلا أن غياب البنية التحتية، نقص الخدمات الأساسية، وارتفاع معدلات البطالة، جعل منها نموذجًا صارخًا للإهمال.

هل هو ذنب الموقع الجغرافي؟ ربما يُعتقد أن بعد المدينة عن المركزية الإدارية والاقتصادية للمغرب هو السبب، لكن أليس من مسؤولية الدولة تحقيق التوازن التنموي بين مختلف الجهات؟ أم أن سيدي إفني ليست على خريطة الأولويات؟

هل هو ذنب التاريخ؟ قد يرى البعض أن تاريخ سيدي إفني كمستعمرة إسبانية سابقة جعلها خارج الحسابات بعد الاستقلال. لكن لماذا تُترك ساكنة المدينة تدفع ثمن ماضٍ ليس لها يد فيه؟

هل هو ذنب الصمت؟ ربما تكون ساكنة سيدي إفني قد عانت بصمت طويل، لكن هذا الصمت ليس اختيارًا بل نتيجة اليأس من وعود لم تُنفذ وسياسات لم تُغير شيئًا.

في الواقع، الذنب ليس ذنب الساكنة، بل هو ذنب سياسات تنموية غير عادلة جعلت من التهميش واقعًا يوميًا. الحل يتطلب إرادة سياسية حقيقية لتغيير الوضع. يجب على الدولة أن تنظر إلى سيدي إفني كجزء لا يتجزأ من المغرب، وأن تستثمر في بنيتها التحتية، وتوفر فرص العمل لشبابها، وتعيد الأمل لساكنتها.

سيدي إفني تستحق أكثر من مجرد وعود. تستحق أن تُعامل كمدينة ذات قيمة، تستحق أن تكون رمزًا للتنمية بدلًا من نموذج للتهميش.

ifninews
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..