في خطوة تعكس الوعي العميق بأهمية الإعلام ودوره في تنمية المجتمع والدفاع عن القضايا الوطنية، أطلق المجلس الإقليمي لآسا الزاك بقيادة السيد رشيد التامك، مبادرة استثنائية تهدف إلى تمكين شباب الإقليم من التكوين الإعلامي المتخصص، وقد أعلن المجلس، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، عن لائحة المترشحين المقبولين للتكوين في المعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء، حيث تشمل التخصصات المطروحة مجالات الصحافة، الإعلام السمعي البصري والرقمي، وهندسة تكنولوجيا الإعلام السمعي البصري، بالإضافة إلى فتح باب لائحة الانتظار لتمكين المزيد من الشباب من الاستفادة من هذه الفرصة.
لا تقتصر هذه المبادرة على دعم التعليم الإعلامي فحسب، بل تمثل استثمارا استراتيجيا في الكفاءات الشبابية المحلية، بهدف إعداد جيل قادر على التفاعل بفعالية مع المشهد الإعلامي الوطني والدولي، فمن خلال إتاحة التكوين في مجالات الإعلام الحديثة، يسهم المجلس الإقليمي في توفير أرضية خصبة لشباب الإقليم، ليكونوا سفراء لقضايا منطقتهم، وقادرين على طرحها بوعي ومهارة في محافل أوسع.
وتتجاوز هذه المبادرة أهدافها التنموية إلى أبعاد وطنية حساسة، حيث تسعى إلى إعداد جيل من الشباب القادر على الدفاع عن القضية الوطنية وصيانة الوحدة الترابية للمملكة، فباعتبار الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإقليم آسا الزاك، يعد تعزيز مهارات الشباب الإعلامية أمرا جوهريا لمواجهة محاولات التضليل الإعلامي التي تستهدف قضية الصحراء المغربية، فبدعم هؤلاء الشباب بالأدوات الإعلامية المتطورة والمهارات اللغوية والتقنية، يصبح بإمكانهم التصدي بفعالية لمحاولات التشويه التي تروجها وسائل الإعلام الانفصالية والجزائرية، والدفاع عن وحدة التراب المغربي أمام الرأي العام الوطني والدولي.
إنه تحد كبير ولكن أمام هؤلاء الشباب وإعلاميي جهة كلميم وادنون، لا سيما في الجهات الجنوبية الثلاث، تقع مسؤولية التصدي للخطابات المغرضة وإبراز الحقائق بكل موضوعية، فعليهم أن يكونوا في طليعة المدافعين عن القضية الوطنية، مستندين إلى المعرفة العميقة والوعي التاريخي لحقوق المملكة، مع السعي لدحض الادعاءات المضللة التي تروجها بعض الجهات المعادية.
تأتي هذه المبادرة كجزء من رؤية مستقبلية للمجلس الإقليمي لآسا الزاك، الذي يعمل على بناء جيل واع ومدرب يمتلك أدوات الإعلام الحديث، قادر على نقل الصورة الحقيقية للإقليم، وإبراز ما يتميز به من تطلعات وطموحات تنموية، كما تؤكد رئاسة المجلس على ضرورة أن يكون للإقليم حضور إعلامي يليق بمكانته، ويساهم في تعزيز الوعي بالتحديات التنموية والمشاريع الاجتماعية التي يحتاجها أبناء المنطقة.
وفي ضوء هذه المبادرة، يتضح أن المجلس الإقليمي لآسا الزاك لا يعمل فقط لدعم الشباب وتكوينهم في مجال الإعلام، بل يسعى أيضا لترسيخ قيم المواطنة الحقة في نفوسهم، ليكونوا جزءا فعالا في الدفاع عن القضايا الوطنية، وليشكلوا صورة مشرفة تعكس طموحات الإقليم وأحلام سكانه.
لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..