اختتمت يوم الجمعة 23 غشت 2024 فعاليات الموسم السنوي لزاوية الشيخ ماء العينين بمدينة تيزنيت، والذي امتد على مدى ثلاثة أيام، بتنظيم من جمعية الشيخ ماء العينين للتعاون وإحياء التراث، وبدعم من المجلسين الإقليمي والجماعي لتيزنيت، وقد تميز هذا الموسم بحضور السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت، الذي ترأس الوفد الرسمي المرافق له، مما أضفى على المناسبة طابعا رسميا مميزا وأكد أهمية هذه الزاوية على المستويين الديني والثقافي.
وقد تميزت هذه الدورة بحفل تكريم الشيخ ماء العينين الشيخ لارباس، الذي أقامته مؤسسة الشيخ ماء العينين للعلوم والتراث، حيث تم تسليم الشهادة العالمية العليا في نسختها الاولى الصادرة عن الأكاديمية والموقعة من 22 مؤسسة وجامعة دولية تحت الرئاسة الفعلية للأمين العام للأكاديمية سماحة الشيخ الدكتور محمد عجان الحديد الرفاعي الحسيني الذي يترأس وفد الاكاديمية المكونة من أعضاء من الاردن والعراق وتونس وتركيا، والمسلمة للشيخ ماء العينين “الشيخ لارباس”، نظيرا لخدماته للدعوة الاسلامية واسهاماته الاكاديمية في مجالات مختلفة.
وتضمن برنامج الموسم عدة أنشطة علمية ودينية وثقافية، منها ندوة علمية حول “الخصائص الصوفية للشيخ ماء العينين”، وأمسيات إنشادية، وأخرى مخصصة لإلقاء القصائد الشعرية. كما شملت الأنشطة ندوات فكرية ناقشت قضايا متعددة تتعلق بالتصوف والتربية الروحية في المغرب، تحت عنوان ” تأصيل الفكر الصوفي لدى الشيخ ماء العينين” والتي عرفت مشاركة ومساهمات ثلة من الشيوخ والفقهاء والدكاترة والاساتذة.
وخلال هذا الموسم، تم إبراز الدور الريادي الذي تلعبه الزاوية في نشر تعاليم الإسلام السمحة وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية، إلى جانب إسهامها الكبير في المحافظة على التراث المغربي الأصيل، مما جعلها محطة هامة للزوار من مختلف مناطق المغرب والعالم.
ومن بين الفعاليات البارزة في هذا الموسم، كان هناك فضاء خاص للمنتجات المجالية، حيث تم عرض وبيع مجموعة من المنتجات المحلية التي تعكس غنى وتنوع التراث المغربي، كما تم تخصيص فضاء لبيع الكتب، الذي استقطب عددا كبيرا من الزوار المهتمين بالمطالعة والتعرف على مؤلفات تعنى بالتصوف والدين.
وفي خطوة تعكس تقدير الزاوية لدور المرأة في المجتمع، تم تخصيص يوم خاص بالنساء، تضمن فقرات متنوعة تجمع بين الجانب الديني والثقافي، وهو ما يميز موسم الشيخ ماء العينين عن باقي المواسم الدينية الأخرى في المغرب، هذا اليوم الخاص يندرج ضمن تقاليد الزاوية واهتمامها بتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، حيث يتيح لها الفرصة للمشاركة الفعالة في الأنشطة الصوفية.
كما شهد الموسم حملة طبية بشراكة مع المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش ومندوبية الصحة بتيزنيت، بمساهمة من المجلسين الجماعي والإقليمي لتيزنيت، هذه الحملة الطبية تأكد على البعد الاجتماعي والإنساني لهذه التظاهرة السنوية.
واختتمت الفعاليات بالدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بالنصر والتمكين، وبأن يديم الله عليه الصحة والعافية، وللشعب المغربي بمزيد من التقدم والازدهار، هذا الدعاء يعكس الروابط القوية التي تجمع الشعب المغربي بقيادته الرشيدة ويؤكد على الوحدة الوطنية التي تسعى هذه المواسم الدينية لتعزيزها.
لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..