مــعظم الناس يعتقدون أن المستوى التعليمي التعلمي و الثقافي للمـرء وحده كفيل بخلق جيل من المــناضلين و الفاعلين الجمعويين و النشطاء الحقوقيين الـذين يمكن الإعتماد عليهم للدفاع عن حـقوق و مطالب المجتمع المـدني و هذا ليس صواب من وجـهة نظري لأننا في زمن نحن فيه بـحاجة ملحة إلى الوعي و هو المحركـ الأساسي للضمير البشري تجاه مـلف أو قضية أو مستجد كيفما كـان . إنـطلاقا من قراءتنا للوضع السياسي و الإجتماعي لبلادنا الـمغرب يتبين لنا بالملموس أن الــمستوى الدراسي و الثقافي ليس كافيان لخلق مـجتمع متقدم قادر على حمل مشعل و الدفاع عن مكتساباته ، بلغة أخرى فـكم من طالب مثقف و رجل تعليم أصبحوا اليوم يصفقون للظلـم … و كم من مواطن ” أمي ” لم يلج المدرسة حتى ، وقف ضـد الظلم و ” الحگـرة ” أو الإحتقار . و على سبيل المثال لا الحـصر المناضلة ” إبا إجو ” و من لا يعرفها ، إمرأة عجوز لم تتربى أناملها على حمل القلم و الدفتـر كباقي نساء المغرب الهامش المهمش المنسي )…( ،لكن وعييها بخطورة مافيا العــقار و ضميرها أيقظها من النوم و الـغفلة و دفعا بها إلى ساحة النضال. فـ خرجت ” إبا يجو ” إلى الإعتصام بمدينة تيزنيت و النوم في الشارع مفرشة الإسمنت البارد حتى تكلل جسدها الضعيف بسبب البرد القارس … فعلت كل هذا دون أدنى مستوى دراسي . و كـما قالها الثائر الأرجنتيني جيفارا ” إن مقاومة الظلم و الإستبداد لا يحددها الإنتماء إلى عـرق أو دين أو مذهب فلسفي … و إنمـا يحددها طبيعة النفس البشـرية التي تأبى الإستعباد و تسعـى إلى الحرية ” . صحيح أن التعليم هو المـصعد الإجتماعي للشعوب ، لكن يبقـى الوعي تلك الـﻛﻠﻤﺔ التي تـﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ الشخـص ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺻـﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺟﻲ )منطقته ، مدينته ، دواره… ( و ﻛـﻤﺎ يمثله ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔـﺲ بـﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴـﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤـﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ، ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ اﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑـﺎﻟﺬﺍﺕ و ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭ اﻟـﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜـﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﺴـي ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ و محيطه الخارجي . و أخير نقـول بأن المستوى الثقافي للإنسان وحده ليس كافيا لجعله مناضلا مدافعا عن حقوقه و حقوق أبناء جلدتـه .
بقلم الطالب الباحث إدر نجحي
عذراً التعليقات مغلقة
لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..
عذراً التعليقات مغلقة