لماذا ينسى الأمازيغ رموزهَم؟ بقلم عبدالله بوشطارت

آخر تحديث : الثلاثاء 1 نوفمبر 2022 - 11:38 مساءً
2022 11 01
2022 11 01
لماذا ينسى الأمازيغ رموزهَم؟ بقلم عبدالله بوشطارت
ifninews

ظهر أن الامازيغ المعاصرين، بدأوا في نسيان رموزهَم الذين ضحوا في سبيل القضية، للاسف الشديد غابت ثقافة العرفان والاعتراف لدى الأجيال الحالية داخل الحركة الامازيغية.
رحل صدقي علي ازايكو الذي قضى سنة كاملة في سجن العلو بمدينة الرباط بسبب كتابة مقال حول الأمازيغية في المغرب سنة 1981، وضحى طيلة أيامه من أجل الامازبغية وحقوق الامازيغ ورفع التهميش ضدهم… لكن لا أحد يتذكره يوم وفاته، يكتفى البعض بنشر صوره ومقالاته في الفايسبوك!!
رحل الدكتور عبدالمالك أوسادن، من الأطباء الأوائل في المغرب، كرس حياته كلها من أجل الأمازيغية، صرف من ماله الكثير والكثير في سبيل الأمازيغية والامازيغ، فتح عيادته وبيته للمناضلين والمناضلات في سنوات الرصاص، يصعب فيها حتى الحديث بالامازيغية في الشارع وما بالك بتنظيم اجتماعات للجمعيات الامازيغية داخل منزلك، أوسادن قام بذلك العشرات المرات…. من يتذكر أوسادن بعد وفاته؟ لا أحد، هل سمعنا بيوم ذكرى أوسادن، هل اجتمع الامازيغ في فاس او صفرو او مكناس او الرباط لتذكر أوسادن ورفاقه؟

رحل محمد منيب، جوهرة نادرة في التضحيات والنضال والتكوين والكرم والضيافة. مَن في المناضلين والمناضلات الباحثين والأساتذة في الحركة الأمازيغية في كل مناطق المغرب والخارج، لم يزر بيت محمد مونيب في مدينة اگادير، ولم يحظ بكرم وضيافة منيب… بعث طلبة وشباب الحركة إلى الخارج لاتمام دراستهم اليوم أصبحوا دكاترة وجامعيون، قاد معارك قضائية ضد الوزارات من أجل الأمازيغية ورفع كل أشكال الحگرة والاقصاء عن الامازيغ في الكتب المدرسية….
هل يتم تذكر محمد مونيب في يوم رحيله، هل يوجد تخليدا منتظما لهذا الرجل الاستثنائي، لا شيئ من هذا؟ لا تكفي ندوة عابرة أو ندوتين ثم ينسى الرجل. يجب أن يكون يوم رحيله ذكرى تتجدد كل سنة، يحج الامازيغ إلى بيته كما كانوا يفعلون أثناء حياته….

نفس الشيء نقوله، لقاضي قدور، وإبراهيم اخياط، والحسين ملكي، وعمر إزم، ومحمد أوفاري، ومحمد اجعجاع، وحسن بنعقية، وآخرون كثر، اعتذر إن لم أذكر أسمائهم…

لماذا ينسى الأمازيغ رموزهَم بهذه السرعة وبهذه الطريقة؟
لماذا يتنكر الامازيغ حاليا، لتضحيات ونضالات من سبقوهم؟
لماذا نفتخر بتاريخنا القديم ونقتل تاريخ وذاكرتنا المعاصرة؟

في تنظيم الذكرى الثانية لرحيل أمغار داحماد الدغرني، اكتشفت بمعية بعض أصدقاء المرحوم، أن مقاومة داء النسيان أمر صعب وشاق وعسير، وأن محاولة غرس ثقافة الاعتراف والعرفان في صفوف الحركة الأمازيغية يقابله عناد كبير… لكن وبالرغم من ذلك لازال الأوفياء للمرحوم داحماد وفكره ومشروعه، موجودون يقاومون كل الاكراهات والعراقيل لحضور يوم الوفاء لروح داحماد.
فكل الشكر والتقدير لكل الذين حضروا لذكرى الوفاء في إگرار بجماعة أگلو والى مدينة تزنيت… شكرا لعائلة داحماد في شخص ليلى الدغرني ولأصدقاءه الذين جاءوا من مدينة أكادير وافني وكلميم… وشكرا أيضا لمناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع اگادير، بالرغم من الحرارة المفرطة والانشغالات الكثيرة إلا أنهم تجشموا العناء لإنجاح الذكرى الثانية تحت شعار الوفاء والاستمرارية…رغم الحصار والعراقيل.
والشكر موصول أيضا للصديق اغوليد الذي فتح لنا أبواب مقر جمعية أنامور امازيغ وفضائه الذي اجتمع فيه أصدقاء ومناضلي الحركة الأمازيغية في تزنيت، والذي نتمنى له الشفاء العاجل.
تانميرت…

ifninews
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

لا يسمح بنشر التعليقات المسيئة أو التي تحمل كلمات نابية أو التي تمس بالدين والوطن والحرمات ..

google.com, pub-6836280101003033, DIRECT, f08c47fec0942fa0